
وقد شهدت الورشة مشاركة عدد من الأخصائيين النفسيين، إلى جانب أطفال مرفقين بأوليائهم، في لقاء مفتوح كُسرت خلاله حواجز الصمت، وشُجّع المشاركون على الحديث بحرية عن قضايا الصحة النفسية والعقلية والجسدية.
وتأتي هذه الورشة في إطار الخطة الوطنية الشاملة التي أطلقتها الوزارة مؤخرا للتصدي لظاهرة المخدرات، من خلال مقاربة وقائية وتوعوية تستهدف مختلف الفئات.
وفي هذا السياق، صرح المدير العام لمرصد الإعلام والتكوين والدراسات حول حقوق الطفل، سمير بن مريم، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، بأن تنظيم هذه الورشة يندرج في إطار الاستجابة لحاجة ملحة لفتح نقاش صريح مع الأطفال حول أهمية التوقي من المخاطر التي تهددهم، وفي مقدمتها المخدرات.
وقال بن مريم “لا بدّ أن نكسر حاجز الصمت، وأن نخاطب أطفالنا بلغة واضحة وصادقة عن صحتهم النفسية والجسدية، وعن التهديدات التي قد تعترض طريقهم بسبب المخدرات، بما يسهم في وقايتهم وبناء شخصياتهم على أسس متينة.”
وأشار إلى أن تونس، التي كانت سابقا مجرد منطقة عبور للمخدرات، أصبحت اليوم مع الأسف منطقة استهلاك، وهو ما يفرض مضاعفة الجهود لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.
وأضاف أن جميع الدراسات تؤكد تسلل ظاهرة استهلاك المخدرات إلى محيط المؤسسات التربوية والأسر والمجتمع، مشددا على أن هذه المشكلة لم تعد مقتصرة على فئات اجتماعية معينة، بل أصبحت تمس مختلف الشرائح دون استثناء.
وأوضح بن مريم أن العوامل المؤدية إلى هذه الظاهرة متعددة، من بينها العنف الأسري، والتفكك العائلي، والضغط النفسي، والفقر، والبطالة، والتسرب المدرسي، مما يوفر بيئة خصبة لانزلاق الأطفال والمراهقين نحو الإدمان.
وحول دور المرصد، أكد بن مريم أن هذه المؤسسة لا تقتصر فقط على العمل البحثي بل تضطلع أيضا بدور محوري في محور التوعية، عبر برمجة حملات ميدانية شاملة في كافة المناطق، بالاستناد إلى معطيات علمية وميدانية دقيقة، في سبيل الحد من انتشار الظاهرة.
ويأتي تنظيم هذه الورشة في سياق مبادرة وطنية للوقاية من مخاطر المخدرات أطلقتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن منذ أيام، وتهدف إلى تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية من خلال بث ومضات تحسيسية عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته، شرعت الوزارة في تنظيم قوافل وطنية توعوية تحت شعار “قول لا للمخدرات”، سعيا إلى نشر الرسائل التوعوية في مختلف جهات البلاد، لاسيما بالمناطق التي تعاني هشاشة اجتماعية وضعفا في البنية التحتية التربوية والثقافية.