
أجرى الرئيس التونسي قيس سعيد مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين 10 مارس 2025. خبر أصدر بخصوصه الجانب التونسي بيان يختلف كل الإختلاف على البيان المصري. فما هي أوجه الإختلاف بين البيانين؟ و ماهي التفاصيل التى أغفلها البيان التونسي مقارنة بنظيره المصري.
فقد أصدر كل بلد بيانا خاصا به بخصوص المكالمة. لكن الملفت للإنتباه هو كم الإختلاف الذي صاحب البيانين, سواء على مستوى الكم اللفظي . أو الإختلاف في التفاصيل التى رافقت المكالمة الهاتفية.
في البداية البيانين اشتركا في معلومة واحدة وهي التطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين, وسبل تعزيزها في سبيل مصلحة الشعبين الشقيقية. حيث أكد البيان التونسي أن المكالمة تمحورت حول تهنئة قدمها سعيد للسيسي بمناسبة ذكرى يوم العبور و التي كانت بتاريخ 6 أكتوبر 1973 الموافق لـ 10 رمضان المعظم في تلك السنة. و أن المكالمة كانت مناسبة للتأكيد على العزم المشترك ومزيد تطوير العلاقات التاريخية المتميزة في كلّ المجالات التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين. إلى هنا ينتهي البيان التونسي. في حين أن البيان المصري لم يذكر سبب المكالمة إنما أكد أن الإتصال تناول العلاقات الثنائية و كيفية دعمها هي اللغة الدبلوماسية التى عادة ما تغلف بها البيانات الرسمية للدول.
أما نقاط الإختلاف الحقيقة في البيانين. بداية ومن نظرة شاملة للبيانين. فالبيان التونسي أتى مقتضبا (لم يتجاوز 4 أسطر) في حين كان البيان الرسمي المصري مطولا إلى حد ما (تقريبا 12 سطر). .
أما ما ذكره البيان المصري و أخفاه أو اغفله البيان التونسي. أن المكالمة تطرقت أيضا للوضع في قطاع غزة حيث تم إستعراض الجهود المصرية لتثبيت إتفاق وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وهي النقطة التى لم ترد في البان التونسي. أيضا ذكر البيان المصري أن سعيد ثمن الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة التي قامت مصر بإعدادها، مؤكداً دعم بلاده للخطة التي تتيح البدء في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، و رفض الرئيسين لخطة التهجير المقترحة من الطرف الأمريكي. مع تمسكهما بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967.وهذه النقطة أيضا لم ترد في البيان التونسي.
أما النقطة الأكثر إثارة في البيانالرسمي المصري و لم ترد في البيان التونسي لا من قريب ولا من بعيد هو التطرق للملف الليبي و السوري, حيث أشار البيان المصري أن الرئيسين أكد حرصهما على إستقرار ووحدة وسيادة الدولتين الشقيقتين على كامل أراضىهما و سلامة الشعبين من مخاطر الصراع و الإنقسام.
ويبقى السؤال يطرح نفسه لماذا لم يكن البيانان متقاربان في الدباجة و في التفاصيل. أو بالأحرى ما هاي الأسباب التى تجعل المكتب الإعلامي للرئاسة التونسية يصدر مثل هذا البيان و يخفي أغلب تفاصيل المكالمة والتى في الأصل مكالمة عادية و تناولت مواضيع و أحداث آنية؟.