في فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك شدّد السياسي محسن مرزوق على أنّ الفصل بين الكفاءة والوطنية في تسيير الشأن العام هو خطأ جسيم وخطر على البلاد، مؤكّدًا أن الخطاب الشعبوي الذي يروّج لاعتبار الولاء أهم من الكفاءة يعدّ تضليلًا للرأي العام.
وقال مرزوق إن الوطنية الحقيقية في العمل العمومي لا تُقاس بالشعارات، بل بالقدرة على الإنجاز وتحقيق الأهداف وخدمة المواطنين الذين يدفعون من أموالهم رواتب المسؤولين. واعتبر أنّ الكفاءة ليست خيارًا إضافيًا، بل هي “جوهر الوطنية” حين يتعلق الأمر بإدارة الدولة.
وانتقد مرزوق قائلًا إن البعض يقبلون بفكرة أن الرئيس أو الوزير ليس من الضروري أن يكون كفئًا، رغم أنهم في حياتهم اليومية يختارون دائمًا الأكثر كفاءة:فهم يبحثون عن أفضل طبيب عند المرض،ويعتمدون على أمهر المهندسين عند بناء منازلهم، ويركبون الطائرة مطمئنين فقط إذا كان الطيار الأكثر خبرة في المقود.
وأضاف أن المفارقة تكمن في أن المواطن يخاف من سقوط طائرة إذا كان قائدها غير كفء، لكنه لا يُبدي الخوف نفسه من “سقوط دولة كاملة” حين تُدار بلا خبرة. واعتبر أن هذا التناقض خطير، لأن تسيير البلاد يحتاج إلى كفاءات أكثر مما تحتاجه أي مهنة أخرى، نظرًا لحجم المسؤولية وتعقيد الملفات.
وختم مرزوق قوله بأن من يطرح خطاب الفصل بين الوطنية والكفاءة “يضرّ بمصلحة المواطن والوطن”، مؤكدًا أن مستقبل البلاد لا يمكن أن يُبنى إلا على يد أشخاص مؤهلين، قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق الإصلاحات الحقيقية.




