
كشف عضو الفريق القانوني لأسطول الصمود البحري أيوب الغدامسي لتوميديا عن تفاصيل صادمة تتعلق بعملية احتجاز 473 مشاركًا في إحدى القوافل الإنسانية، والذين تم اقتيادهم قسرًا إلى سجن يقع في صحراء النقب، بعد اعتراضهم وتحويل وجهتهم نحو سفينة كبيرة في عرض البحر.
وقال الغدامسي، إن المعتقلين تم اختطافهم وتجميعهم في سفينة كبيرة، ثم نقلوا إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يتم اقتيادهم إلى منشأة احتجاز في صحراء النقب. وقد تم توجيههم أولاً نحو موقع يُعرف بـ”مصدور”، حيث بدأت جلسات الاستجواب وتسجيل المحاضر تحت تهديد السلاح.
وأضاف أن الاستجوابات تمّت دون حضور محامين، الذين لم يُسمح لهم بمرافقة المعتقلين أو حتى التواصل معهم في البداية. وأشار إلى أن المحامين كانوا يعانون من قيود صارمة على حركتهم، ولم يتمكنوا من دخول مكان الاحتجاز إلا بعد مرور قرابة 10 ساعات من بدء التحقيقات.
وبحسب الغدامسي، فقد استمر الاستجواب 15 ساعة متواصلة في بعض الحالات، وبدأت الجلسات الرسمية بحضور المحامين بعد انتهاء الفترة الأولى من التحقيقات السرية. وقد أُجبر المعتقلون على التوقيع على ثلاث وثائق رئيسية، كانت جزءًا من الإجراءات القانونية التي فُرضت عليهم.
الوثائق الثلاث التي أُجبروا على توقيعها:
1. وثيقة الإبعاد: تتضمن إقرارًا بالدخول غير الشرعي إلى أراضي الكيان الإسرائيلي، وهو ما يُعدّ جريمة يعاقب عليها القانون المحلي بالسجن أو الترحيل.
2. وثيقة الاعتقال (بالعبرية): احتوت على اعتراف ضمني بالتهم المنسوبة إليهم، رغم صعوبة فهمها من قبل معظم المعتقلين الذين لا يتقنون اللغة العبرية.
3. وثيقة التسريع في الترحيل: تعني موافقة المعتقل على ترحيله في أقرب فرصة دون الاعتراض على الإجراءات، حيث اعتبر الغدامسي أن “التوقيع عليها لا يغير شيئًا من القرار المتخذ مسبقًا بترحيلهم”.
كما أشار الغدامسي إلى أن المعتقلين تعرضوا للحرمان من الطعام والماء لمدة 24 ساعة كاملة أثناء تواجدهم في الميناء، دون أن يكون هذا نتيجة إضراب جوع، بل بسبب منع القوات الأمنية الإسرائيلية من تزويدهم بأي احتياجات أساسية.
ولفت إلى أن بعض المشاركين بالفعل دخلوا لاحقًا في إضراب جوع احتجاجي، في حين لم يتمكن الآخرون من مقاومة الضغوط الميدانية والنفسية التي مورست عليهم.
وفي سياق متصل، أوضح الغدامسي أن الزيارات داخل المعتقل أُعطيت الأولوية للبعثات الدبلوماسية الأجنبية، في حين ظل المحامون ممنوعين من الدخول والتواصل مع موكليهم لفترة طويلة. وأشار إلى أن بعثات أوروبية وعربية تحرّكت لزيارة رعاياها داخل المعتقل، بينما لم تُكشف تفاصيل دقيقة عن البعثة التونسية أو تحركاتها.