
أكّد رئيس الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة بقابس فؤاد كريم مساء اليوم 4 أفريل 2025 لتوميديا أن الوضع البيئي في قابس سيئ و لم يتغيرو لابد من حلول جذرية للمشاكل البيئية في قابس حيث أن الحاجة ملحة لتحسين نوعية الهواء بالمنطقة ومن حقّ سكانها أن يتنفسوا هواء نقيا خاليا من التلوث، في ظلّ اتجاه الوضع البيئي بالجهة نحو الأسوأ نتيجة ارتفاع نسق الانتاج بالوحدات الصناعية للمجمع الكيميائي التونسي حيث يتم يوميا القاء أطنان من الغازات في هواء قابس و هو ما أثر على صحة الانسان و حتى على الفلاحة في المنطقة.
كما اشار كريم ان بقايا الفسفاط بعد معالجتها يتم القاءها في البحر و في اوقات الذروة يتم القاء ما يقارب 18 ألف طن يوميا في خليج قابس و هو ما أثر على الثروة السمكية و التنوع البيولوجي في المنطقة مما ادى الى فقدان العديد من الأنواع من السمك حيث كان خليج قابس يحتوي على ما يقارب 250 نوعا من الاسماك لكن اليوم أصبح في الخليج 77 نوعا من الاسماك نتيجة التلوث و تبليط خليج قابس بمادة الفوسفوجيبس .
وانتقدكريم التعطل الحاصل منذ سنوات في مشاريع المجمع الكيميائي التونسي في مجال الحدّ من التلوث الهوائي، وعدم حلحلة السلط المركزية المعنية لهذا الملف ومعالجة هذا التعطل، مما تسبب في معاناة متواصلة للمواطنين، وفي تفشي العديد من الأمراض الخطيرة الى جانب استنزاف مادة الفوسفوجيبس للموارد المائية بالمنطقة و المتمثلة في بئرين عميقين عند تذويبه في الماء لالقاءه في البحر.
وأشار كريم الى تعطل مشروع تحسين غسل غازات الأمونيا المنبعثة من وحدتي انتاج سماد الـ (د. أ. ب) بقابس بإضافة منظومة غسل آلي والذي انطلق تنفيذه في الثلاثية الأخيرة من سنة 2014، ومشروع الحد من انبعاث غاز أكسيد الأزوت من وحدة انتاج الحامض النتريكي الذي تم امضاء عقد انجازه في نوفمبر 2015 والذي لم يقع تشغيله الى اليوم رغم تركيز تجهيزاته.
وطالب السلط العليا في البلاد باتخاذ قرار جدّي بشأن الملف البيئي بقابس، معتبرا أنه لا خيار اليوم، لوضع حد لمعاناة سكان منطقة قابس الكبرى وتجنب تكرر الحوادث البيئية، سوى نقلة المجمع الكيميائي التونسي بعيدا عن منطقة قابس الكبرى التي يتمركز فيها العدد الأكبر من سكان الجهة.