العويديدي لتوميديا: “الإجراءات الحمائية الأمريكية التى أقرها ترامب لا تستطيع تونس والدول النامية مجاراتها لغياب القدرة التنافسية لسلعها”
الخبير المختص في الإقتصاد والتنمية جمال الدين العويديدي يؤكد أن تونس سعت منذ سنة 2023 إلى تقليص فارق العجز التجاري مع الولايات المتحدة حتى بلغ 56 مليون دولار فقط

أكد الخبير المختص في الاقتصاد والتنمية جمال الدين العويديدي لتوميديا اليوم الجمعة 04 أفريل 2025, أن الحملة التى تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص توظيف رسوم ديوانية على سلعها المصدرة لعدد من الدول ومنها تونس, سببه الأساسي هو العجز التجاري للولايات المتحدة. فهي الإجراءات تقوم بها واشنطن في إطار نظام حمائي لتجارتها و منتجاتها. حيث ارتفع العجز التجاري الأمريكي على التوالي خلال سنة 2023 إلى 1100 مليار دولار (1.1 تريليون دولار ) سنة 2024 إلى 1130 مليار دولار ( 1.13 تريليون دولار ).
ويضيف العويديدي أن العجز التجاري الأمريكي الكبير, أفرز مخلفات تتمثل في تصحر صناعي خطير جعل عددا من الشركات الامريكية العملاقة تتجه للخارج للاستثمار في دول لا تفرض رسوم عالية على التصدير. وهذا الإجراء في حد ذاته سيخلف عدة تحديات في الداخل الأمريكي من ذلك ارتفاع في نسب البطالة.و نقص حاد للقدرة الشرائية لدى الأمريكيين.
وفي هذا السياق يذكر العويديدي بحادثة تلخص ما يحصل اليوم. ففي ولاية ترامب الأولى أرادت شركة فورد أن تحدث مصنعا لها في المكسيك بقيمة 2 مليار دولار لتركيبة سياراتها بما أن اليد العاملة في المكسيك أرخص من مثيلاتها في الولايات المتحدة. فما رفض الرئيس ترامب المشروع وهدد بفرض رسوم إضافية على أي سلع تابعة لشركة فورد قادمة من المكسيك, ومع هذا التهديد عدلت فورد عن فكرتها بالاستثمار في الدولة المجاورة للولايات المتحدة. وكان هدف ترامب أن يبقى المصنع على الأرض الأمريكية و يشغل أمريكيين.
و اتهم العويديدي الولايات المتحدة بممارسة البلطجة على الدول النامية والفقيرة. بعد أن داسوا على مبادئ منظمة التجارة العالمية التى أحدثوها لخدمة مصالحهم و نهب خيرات العالم. مع تكتلات اقتصادية أخرى مثل الاتحاد الأوروبي. و انضمت الصين لهم مؤخرا لمزيد كسب مزيد من الامتيازات في إطار حرية التجارة.
العويديدي لفت إلى أن الدول النامية و الفقيرة ليس لهم أي القدرة في مواجهة الإجراءات الأمريكية أو جني مصالح من خلال التصدير للولايات المتحدة نظرا لغياب أي تنافسية أمام السلع الأمريكية أو بدائل لها خاصة في البضائع عالية التكنولوجية المتقدمة. ما عدا في المواد الأولية على غرار الفوسفات و زيت الزيتون بالنسبة للنموذج التونسي. وفي هذا السياق و بالأرقام أكد المختص في الاقتصاد والتنمية جمال الدين العويديدي أن صادرات تونس إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2023 بلغت 1.935مليار دولار في حين بلغت الواردات 1.992 مليار دولار بعجز بلغ 56 مليون دولار. بينما في سنة 2022 كان العجز أكبر حيث بلغت قيمة الصادرات التونسية للولايات المتحدة 1.352 مليار دولار في حين بلغت الواردات 2.390 مليار دولار بعجز بلغ 1.043 مليار دولار.
و في هذا السياق راى العويديدي أنه في حال أقرت الإجراءات الأمريكية على تونس من خلال الرفع في الرسوم الجمركية فتونس قادرة أن تعاملها بالمثل وتأخذ نفس القرار و ترفع في المعاليم الديوانية على السلع الأمريكية الموردة للسوق التونسية, لكن تأثيرها لن يكون كبيرا. وعليه لا بد من متابعة هذا الأمر جيدا و التصرف معه بحكمة وفق تعبيره.