
من جهتها أكدت مديرة مستشفى الرازي نعيمة التوجاني، أنّ المستشفى تسلّم مؤخرا بناية الوحدة التي انطلقت أشغالها منذ أفريل 2024، ببناء فضاء جديد بديل للجناح الصغير القديم المخصص لها، وذلك على مساحة جملية تقدر بـ 90 متر مربع، من قبل أعضاء نادي روتاري تونس الجنوبية، في انتظار تجهيز الوحدة بأجهزة تركيز الأكسجين، وإنجاز بعض أشغال الربط الضرورية، للانطلاق في إسداء الخدمات.
في حين أفاد رئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى الرازي وحيد المالكي بأنّ هذه الوحدة جاءت بعد سنوات من اعتماد المستشفى لتقنية التحفيز الدماغي الكهربائي التي انطلق العمل بها عالميا في السبعينات في غياب الأدوية، حيث كانت تعتمد كتقنية للعلاج بالصعقات الكهربائية دون تبنيج، ثمّ تطوّرت لتصبح عملية التحفيز الدماغي الكهربائي عبر التخدير الموضعي، وذلك بتخصيص فريق طبي وتجهيزات لمرافقة المرضى الى مستشفى المنجي سليم بالمرسى، أين تتم العملية التي تواصلت طيلة سنوات في قسم التبنيج والانعاش.
وأضاف المالكي أنّه تمّ في 2015 إحداث وحدة التحفيز الكهربائي الدماغي في جناح صغير من قسم الطب النفسي ث “عفيف بوستة” مع تجهيزها بالأكسجين لإجراء عملية التخدير، والتي يؤمنها أخصّائيو إنعاش وتخدير من مستشفى القصاب، في إطار تعاون مشترك بين المؤسستين وانطلقت الوحدة في اعتماد العلاج بالتحفيز المغناطيسي منذ 2023 لتصبح خلال هذه السنة وحدة قائمة الذات، تتضمّن قاعتي علاج ومكاتب وقاعة استقبال وفق مثال هندسي مقترح من الإطار الطبي، وضمن استراتيجية شاملة للتكفل بالاضطرابات النفسية والعصبية ومقاربة طبية بالمستشفى، تعتمد على تقنيات متقدمة للتحفيز العصبي.
وأبرز ذات المصدر، أنّ نسبة فاعلية طريقة التحفيز قد تصل ال 100 بالمائة في بعض حالات الاكتئاب، وتفوق ال 60 بالمائة في جميع استعمالاتها العلاجية، مشيرا إلى أنّ نسبة مابين 20 و30 بالمائة من حالات الاكتئاب، يكون العلاج بالأدوية فيها محدود الفاعلية، لذلك يصف الطبيب العلاج المغناطيسي في الحالات الخفيفة، أو الكهربائي في الحالات الحادة.
في سياق متصل أكّدت الطبيبة المشرفة على الوحدة، رانيا الأنصاري، أن تطور اعتماد تقنية التحفيز الدماغي الكهربائي في علاج المرضى، وتضاعف عدد المرضى المستفيدين من 25 مريض سنويا في 2015 الى 40 مريضا في 2024، بمعدل بين 12 و20 حصة سنويا للمريض الواحد، ليبلغ عدد الحصص 930 حصة، مثمنة تحقيق حلم بناء وحدة خاصة لهذه الخدمات الصحية، وتحسين جدودة الخدمات التي ستقدمها قريبا، والتي لا تقتصر على العلاج، بل تشمل أيضا تكوين الأطباء في تقنيات العلاج، بما يساعد على مضاعفة طاقة الاستيعاب لاحقا في الوحدة.
وتعتبر الوحدة، وفق تصريح نائب رئيس نادي روتاري فرع تونس لزهر الخلفاوي ثمرة أول تعاون مع مستشفى الرازي، وكانت نسبة 80 بالمائة من كلفة الوحدة متأتية من تبرعات أعضاء النادي بتونس، وتم تسليم البناية الجاهزة الى إدارة المستشفى بحضور رئيسة منظمة روتاري الدولية ستيفاني أورشيك التي زارت تونس الشهر الماضي.
وات