اعتبر الأمين العام لحزب العمال، حمة الهمامي في تصريح لتوميديا مساء الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، أن المحاكمات المعروفة بقضية “التآمر” تمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ العدالة والقانون، واصفًا الأحكام الصادرة فيها بأنها سياسية ومفبركة، وتهدف بالأساس إلى تصفية الخصوم السياسيين وإسكات الأصوات المعارضة.
وأوضح الهمامي أن هذه المحاكمات تفتقر إلى أي جدية قانونية، فهي لم تقم على التحقيق الفعلي أو استنطاق الشهود، ولا على أي ملفات حقيقية، كما غاب عنها استقلال القضاء، الذي أصبح تابعًا للسلطة التنفيذية بموجب المراسيم. وبهذا المعنى، اعتبر أن ما جرى في هذه القضية لا يدخل في إطار محاكمة عادلة، بل هو استمرار لمسلسل القمع السياسي في تونس منذ عهد بورقيبة مرورًا بعهد بن علي وصولًا إلى الوضع الحالي.
وأكد الهمامي على التضامن الكامل مع جميع معتقلي الرأي، مشيرًا إلى أن الحزب يرفض الظلم مهما كان مصدره أو الضحية، وأن النضال من أجل الحرية والديمقراطية يتطلب صمودًا وتضحيات مستمرة.
وفي هذا الإطار، وجه الهمامي رسالة خاصة إلى صديقه ومحامي المعتقلين، عياشي الهمامي، مشيدًا بمسيرته النضالية الطويلة:
“عياشي بدأ مسيرته كمعلم ثم أصبح محاميًا للدفاع عن حقوق الشعب منذ عام 1984، حين تعرض للسجن بسبب مشاركته في انتفاضة الخبز، حيث حوكم لمجرد تشجيعه التلاميذ على النهوض والمطالبة بحقوقهم. أحييك يا عياشي وأعبر عن تضامني الكامل معك ومع كل معتقلي الرأي، فالصمود هو السبيل لاستعادة الحقوق والكرامة، والحرية لها ثمن، وما من كرامة بدون وجيعة وألم. إن القمع والسجون مؤقتة، والتاريخ سيذكر أن الاستبداد زائل، وأن إرادة الشعب التونسي ستنتصر في النهاية.”
كما وجّه حمة الهمامي رسالة مباشرة للشعب التونسي، قائلاً:
“يا شعب تونس، لا تستسلموا لليأس أو الإحباط. التجربة الثورية من 2010-2011 هي درس لنا جميعًا يجب أن نستفيد منه. علينا أن نفهم لماذا تم الالتفاف على الثورة ولماذا فشلت بعض أهدافها، وعلينا أن نواصل النضال. السياسة الحقيقية تقوم على برامج وتصورات عملية، وليس شعارات فارغة. الشعب إذا أراد الحياة والحرية فلن يمنعه قيد أو ظلم من تحقيق أهدافه، والكرامة والحقوق الديمقراطية لا تتحقق إلا بالصمود والتضحيات.”
وختم حمة الهمامي تصريحاته بالتأكيد على أن كل نظام مستبد زائل حتمًا مهما حاول السيطرة بالقمع والسجون، وأن الشعب إذا أراد الحياة والحرية فلن يمنعه قيد أو ظلم من تحقيق أهدافه، وأن الكرامة والحقوق الديمقراطية لا تتحقق إلا بالصمود والمثابرة والتضحيات.




