
نشرت فدوى البرغوثي، زوجة المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي،تدوينة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك هذه التدوينة ليست مجرد كلمات عاطفية، بل وثيقة إنسانية سياسية تعبّر عن تداخل الخاص والعام، الشخصي والوطني،و النضال من أجل الحرية، في مواجهة الاحتلال والخذلان والخراب.
فيتدوينتها ، تتحدث فدوى عن الأحفاد الذين لم يروا جدهم الأسير يومًا، وعن الأبناء الذين كبروا وهم يحملون وجع الغياب، و تستحضر صورة مروان في الزنزانة المعتمة، كما لو أنه حاضر في قلب المعركة، يتابع المجازر في غزة، ويواسي شعبه، ويخطط، كما كان دائمًا، من أجل مستقبل حرّ وكريم.
مؤكدة أن الأسر لا يعني الانقطاع عن القضية، ولا العزل يُلغي الدور. ففدوى ترى مروان كما يراه كثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني، رمزًا للصمود المتجدد، حتى من خلف الجدران، وحتى في الظلام.
و تتمسك فدور البرغوثي من خلال تدوينتها بالأمل فرغم المجازر، لا تزال غزة واقفة، ولا يزال النبض الفلسطيني حاضرًا. هي لا تنكر الجراح، لكنها تؤمن أن هناك فجرًا سيولد، لأن فلسطين لا تزال تنجب أبناءها الذين يرفضون الاستسلام.
وقد ربطت فدور من خلال التدوينة بين العلاقة الشخصية التي جمعتها بمروان منذ أربعة عقود، وبين المسار الوطني الذي اختاراه معًا. قائلة: “فلسطين أولًا، ونصيبنا من الحياة يأتي بعدها”، وتُعيد طرح سؤال وجودي لا يزال يتردد في كل بيت فلسطيني: “هل فلسطين لنا جميعًا، أم وحدكم من تحملون العبء؟”.
هذا التداخل بين العائلي والسياسي هو عودة إلى قلب القضية الفلسطينية حيث لا فاصل بين الحب والنضال، بين البيت والوطن، بين الأمومة والمقاومة.