
كشف المحامي التونسي أيوب الغدامسي، عضو الفريق القانوني المرافق للقافلة البحرية المتجهة إلى غزة لتوميديا، عن تفاصيل دقيقة تتعلّق بالصعوبات والاعتداءات التي واجهها المشاركون، والدور الحاسم الذي لعبه الفريق القانوني التونسي في حماية النشطاء وتوثيق الانتهاكات.
الغدامسي أشار إلى أن القافلة واجهت محاولات متعددة لإعاقتها، من بينها رش المياه القوية ومحاولات الإنزال القسري في عرض البحر، إلا أن العزيمة كانت أقوى، حيث واصلت السفن طريقها باتجاه المياه الفلسطينية الغزاوية رغم كل التهديدات.
وأضاف أن عددًا من النشطاء والوفود، سواء من إيطاليا أو إسبانيا، تعرضوا لتضييقات وإجراءات معقّدة، ما دفع الفريق القانوني التونسي إلى تحمّل المسؤولية الكاملة عن تسوية أوضاعهم القانونية، وتيسير الإجراءات اللازمة من الموانئ التونسية حتى وصول السفن إلى مشارف المياه الدولية.
وأوضح الغدامسي أن الفريق القانوني التونسي، الذي يضم حوالي 40 محاميًا ومحامية، لم يقتصر دوره على الحماية القانونية فقط، بل تولّى أيضًا مهامًا لوجستية دقيقة مثل إعداد وثائق السفر، والتنسيق مع السلطات البحرية، وضمان سلامة الإجراءات الإدارية للسفن والمشاركين.
وتابع قائلًا: “نحن كنا حلقة الوصل بين المشاركين والسلطات المحلية: الديوانة، شرطة الحدود، الحرس البحري… وكل ذلك حتى لا يتعرض أي ناشط للاعتقال أو الانفراد به”.
وفي سياق حديثه عن الاعتداءات التي طالت السفن في مهمات سابقة، أكد الغدامسي أن ما حدث من اقتحام واختطاف للسفن داخل المياه الإقليمية يُعد جريمة بموجب القانون الدولي، خاصة وأن الكيان الصهيوني لا يملك أي سلطة قانونية على تلك المياه.
وقال: “الانتهاكات موثقة بالصوت والصورة، وهناك فريق قانوني دولي مكوّن من محامين أوروبيين رافق القافلة حتى نقطة الخطر، حيث سجلوا بالصورة كل الاعتداءات التي وقعت، تمهيدًا لرفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية”.
كما أشار الغدامسي إلى أن تنسيقًا خاصًا تم مع عائلات النشطاء المغاربة والجزائريين، في ظل غياب فرق قانونية مماثلة في بلدانهم. وقد تولّت لجنة خاصة من الفريق التونسي التواصل مع هذه العائلات لضمان حقوق أبنائهم وسلامتهم.
وختم الغدامسي تصريحه بالتأكيد على أن المعركة القانونية ضد الاحتلال مستمرة، وأن الفريق القانوني واثق من أن القضاء الدولي سينصف القافلة ويدين الاحتلال على جرائمه في حق النشطاء، مؤكدًا: “نحن نعدكم أننا سنوصل أبناءكم سالمين، ونرجعهم إلى ديارهم دون أن يمسهم ضرر”.