
اندلعت مساء الثلاثاء بالعاصمة الملغاشية أنتاناناريفو، مظاهرات غير مسبوقة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية قبل أيام، حيث احتشد آلاف المتظاهرين في قلب المدينة، مطالبين برحيل الرئيس أندري رادجولينا، في تحدّ جديد للسلطات التي أعلنت قبل يوم واحد إقالة الحكومة بكاملها. وفق ما أوردته قناة الجزيرة الإخبارية.
وقد نجح الحراك الذي يقوده “الجيل زاد” منذ 25 سبتمبرالمنقضي، لأول مرة في الوصول إلى ساحة أمبوهجاتوفو وسط العاصمة، بعد ساعات من المواجهات السلمية مع قوات الأمن في أحياء متفرقة.
وتدفقت حشود ضخمة من مختلف أحياء العاصمة والمدن المجاورة نحو الساحة، في استعراض قوة غير مسبوق. لكن قوات الأمن، المدعومة بآليات مدرعة، ردت بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بينما حاول المتظاهرون صد الهجوم بإعادة قذف القنابل نحو القوات. مما أدى لسقوط أكثر من 22 قتيل و عشرات المصابين، في العاصمة لوحدها.
هذا، واستمرت المواجهات حتى ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء، وسط أجواء وُصفت بأنها أقرب إلى “حرب شوارع”. ومع تصاعد الاحتجاجات، أعلنت نقابات مهنية بارزة انضمامها إلى الحراك، أبرزها نقابة موظفي شركة الكهرباء والمياه الوطنية (جيراما) التي دعت إلى إضراب عام.
كما أصدر مجلس نقابة المحامين بيانا ندد فيه بـ”انتهاكات جسيمة ومتكررة لحقوق الإنسان”، من قبل قوات الأمن، مطالبا السلطات باحترام الدستور والقوانين النافذة.
ولم تقتصر المظاهرات على أنتاناناريفو، إذ توسعت الاحتجاجات لتشمل مدن أخرى، حيث شهدت مدينة دييغو سواريز (شمال البلاد) احتجاجات مماثلة رفعت الشعارات نفسها، في مؤشر على اتساع رقعة الغضب الشعبي ضد الرئيس رادجولينا.
يذكر ان دولا إفريقية عدة تشهد حاليا احتجاجات يقودها شباب من “الجيل زاد”، لا سيما المغرب و مدغشقر، وكانت دولا أسيوية قد شهدت احتجاجات مماثلة شملت نيبال و سريلنكا و بنغلاديش و تيلاند وغيرها من الدول، مما ينم عن اتساع الحركات الاحتجاجية الشبابية لدول العالم خاصة الدول الاستبدادية التى تشهد ارتفاعا في معدلات الفساد.