
نشر يامن بلحاج مبارك شقيق الصحفية السجينة شذى بلحاج مبارك رسالة من شقيقته التي أكدت من خلالها دخولها في إضراب عن الطعام والشراب منذ يوم الأحد 21 سبتمبر الجاري، احتجاجًا على ما وصفته بـ”الظلم المسلط عليها، والإهمال المتعمد من الجهات القضائية، وتجاهل شكاياتها المتعددة”.
وأكد يامن بالحاج مبارك أن شقيقته “تعيش وضعاً إنسانياً وصحياً حرجاً، ومعنوياتها في أدنى مستوياتها، بعد أن استنفدت كل الوسائل القانونية”.
كما عبرت بلحاج مبارك عن استغرابها من عدم تعيين جلسة استئناف في قضيتها، رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على صدور الحكم الابتدائي القاضي بسجنها خمس سنوات. ووفق تعبيرها: “لم أُسأل خلال الجلسة عن أي أمر يتعلق مباشرة أو غير مباشرة بالتهم المنسوبة إليّ”.
ورغم تقديمها، رفقة هيئة دفاعها، لجميع المؤيدات القانونية التي تثبت براءتها – حسب قولها – فإن ذلك لم يشفع لها في نيل أبسط حقوقها، ما جعلها تشعر بأنها “مستهدفة قبل أن تكون متهمة”، على حد تعبيرها.
و اكدت بلحاج مبارك أنها راسلت المحكمة الابتدائية بسوسة و المحكمة الابتدائية بتونس و محكمة الاستئناف بتونس و ممثل النيابة العمومية ورئاسة الجمهورية لكن دون أن تتلقى أي رد.
وكشفت بلحاج مبارك في رسالتها أيضًا عن تعرضها للاعتداء من قبل سجينة أخرى، تسبب في إصابة خطيرة بيدها اليمنى، جعلت الكتابة أمرًا مؤلمًا وشبه مستحيل. وقد تقدمت بشكاية إلى الجهات القضائية، لكن النيابة العمومية – حسب تأكيدها – لم تحرك ساكنًا وقالت: “ضرر يدي لم يُشفَ بعد، وأتكبده يوميًا، ومعه وجع نفسي لا يقل قسوة… أشعر بالقهر مرتين: مرة بسبب العنف، ومرة بسبب الصمت الرسمي.”
كما تحدثت عن ما اعتبرته حملة تشويه وتحريض ضدها من قبل أحد الأشخاص (أشارت إليه بالحروف الأولى: ن.ح.م)، اتهمته بـ”بث أخبار زائفة وثلب وتحريض”، مؤكدة أنها تقدمت بشكاية رسمية ضده منذ شهر فيفري 2025، دون أي تجاوب من السلطات.
في ختام رسالتها، وجهت بلحاج مبارك نداءً إلى كل من يؤمن بالقضايا العادلة، وعلى رأسهم النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين للتدخل العاجل من أجل إنصافها، وإنهاء ما وصفته بـ”الاحتجاز الظالم” الذي طال أمده.
و قالت: “بلغت أقصى درجات التحمل والصبر، بجسد أنهكته الأمراض والسجن. لم يعد لي من سلاح سوى كلمتي.”
وأنهى شقيقها التدوينة بعبارة مؤثرة: “أوصتني أن أوجه تحياتها وشكرها للجميع… ثم أجهشت بالبكاء، وانقطع الخط.”