انتقد المحامي والبرلماني السابق هيكل المكي الخيارات السياسية التي تتبناها السلطة في تونس، معتبرًا أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الأعداء الخارجيين أو المعارضين التقليديين، بل في ما وصفه بـ”الفهم البدائي للدولة” و”البطانة الانتهازية” المحيطة بالحكم.
و تساءل المكي”من هم أعداؤك ومن هم أعداء الوطن؟”
ليُعدد جملة من الخيارات السياسية والقرارات التي اعتبرها انحرافًا عن المسار الوطني، ومنها التنكر للأصدقاء والحلفاء في إشارة إلى القطيعة مع القوى السياسية والاجتماعية التي ساندت مشروع 25 جويلية في بداياته ، معاداة جميع الأحزاب وهو ما يعكس توجهاً نحو الإقصاء السياسي والتفرد بالسلطة الصراع مع اتحاد الشغلرغم أنه يمثل قوة اجتماعية مركزية في البلاد و التهجم على المجتمع المدني واتهامه بالخيانة، في مؤشر واضح على تضييق الحريات ومصادرة الأصوات المستقلة.
الى جانب غياب رؤية وطنية واضحة معبرا عن خيبة أمل في عدم بلورة مشروع سياسي واقتصادي متكامل يخدم تطلعات التونسيين و حصر الدولة في أجهزتها الصلبة كالجيش والأمن، دون اعتبار لبُعدها الاجتماعي والثقافي والمؤسساتي.
مشيرا أن الدولة لا يمكن أن تُدار “بشخص واحد، ورأي واحد، وتصور واحد”.
كما وجه المكي رسالة لرئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا: “عدوك الحقيقي هو هذا التصور والفهم البدائي للدولة وللمجتمع، وهذه البطانة الانتهازية”.
في اشارة الى اعتماد سعيد على دوائر ضيقة من المستشارين أو المقرّبين، ممن يغذون النزعة الفردانية ويقصون كل صوت ناقد أو مخالف.
كاتب
