
نشر المحامي نافع العريبي تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك مفادها أن المحامي، خاصة أولئك الذين يباشرون ملفات سجناء الرأي والقضايا السياسية، يواجه حالة من الإنهاك النفسي والمهني المتصاعد. أصوات عديدة من الزميلات والزملاء بدأت تعبّر علنًا عن مشاعر اليأس والإرهاق، وعن الإحساس باللاجدوى وسط انسداد الأفق وتراجع استقلالية القضاء وفق قوله.
مؤكدا أن الأزمة التي يعيشها المحامي اليوم لا يمكن اختزالها في ضغوط العمل فقط، بل تتجسّد في ثلاث دوائر متشابكة و هي الاإرهاق المهني وضغط ملفات يفوق طاقة البشر و شعور عميق بالظلم وباللاجدوى من الدفاع في ظل سياقات سياسية مغلقة الى جانب تماهي إنساني كامل مع معاناة الموقوفين وعائلاتهم، وهو أمر نبيل لكنه يستنزف المحامي من الداخل.
كل هذا حسب العريبي يؤدي حتميًا إلى احتراق نفسي جماعي (Burn-out) في صفوف المحامين، في وقت نحتاج فيه إلى أقوى ما فينا لمواجهة التحديات المهنية والحقوقية.
و قد دعا العريبي من خلال منشوره كل زميلاته و زملاءه المترشحين لانتخابات هياكل المهنة إلى الالتزام الصريح ببرنامج واضح لحماية المحامي نفسيًا ومهنيًا و بعث فضاءات دعم نفسي ومجموعات استماع داخل الهياكل النقابية و إدماج ملف الصحة النفسية للمحامين ضمن أولويات العمل النقابي الى جانب توفير آليات تضامن وتوزيع عادل للأعباء بين الزملاء، خاصة في الملفات الثقيلة والمعقدة.
و قال العريبي :”لا يُعقل أن يؤدّي دفاع المحامي عن المتقاضين إلى تدميره نفسيًا ومهنيًا. المطلوب اليوم ليس فقط دفاعًا عن الحقوق والحريات، بل أيضًا دفاعًا عن المحامي نفسه كفاعل أساسي في منظومة العدالة”.
مؤكدا ان دور المحامي في هذه السياقات الحساسة، لا يقلّ أهمية عن دور طبيب الحرب: يسعف الجرحى والمصابين، بينما المستشفى نفسه تحت القصف. لذلك فإن الصحة النفسية للمحامي ليست ترفًا، بل ضرورة نضالية ومهنية.