الأخباروطنية

مشروع مشترك بين تونس وفرنسا في مجال التقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي

يأتي هذا المشروع في إطار تعزيز التعاون الثنائي لتطوير منظومة البحث العلمي وضمان جودته في تونس

تم اليوم الأربعاء 2 جويلية 2025 إطلاق مشروع بحثي مشترك ((FEF Horizon – Recherche في شراكة بين الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي وقسم التعاون الثقافي بسفارة فرنسا بتونس، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بالعيد، وسفيرة فرنسا بتونس آن جيغون، والمديرة العامة للوكالة التونسية للتقييم والاعتماد سلمى دمق، بالإضافة إلى عدد من إطارات الوزارة والوكالة حسب وكالة تونس افريقيا للأنباء.

ويأتي هذا المشروع في إطار تعزيز التعاون الثنائي لتطوير منظومة البحث العلمي وضمان جودته في تونس. وأوضحت المديرة العامة للوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي سلمى دمق أن المشروع الجديد يهدف إلى معالجة عدد من الصعوبات التي تعترض تنفيذ تقييم فعال للبحث العلمي، أبرزها ضعف ثقافة التقييم وعدم توافق أدوات التقييم مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى محدودية قدرات الخبراء المكلفين بالتقييم.

تكوين خبراء
وأكدت أن المشروع يسعى إلى تكوين خبراء تقييم مؤهلين، ووضع مرجعية تقييمية موحدة للمؤسسات والمشاريع البحثية، وتعزيز التعاون الدولي عبر إشراك خبراء دوليين لنقل الخبرات وتبادل أفضل الممارسات، بالإضافة إلى تطوير أدوات رقمية لتحليل بيانات التقييم.
وذكرت أن مدة المشروع تمتد على عامي 2025 و2026، ويشمل أربع مكونات رئيسية: الأولى تهدف إلى تعزيز ثقافة ضمان الجودة والتقييم في مؤسسات البحث، والثانية تركز على بناء القدرات اللازمة لتقييم المؤسسات والبرامج البحثية عبر تدريب الباحثين والخبراء على الممارسات المتوافقة مع المعايير الدولية، والثالثة تتعلق بوضع مرجعية ضمان الجودة في مجال البحث العلمي، والرابعة تمول تطوير أدوات رقمية لتحليل بيانات التقييم.
وأشارت دمق إلى أن الوكالة التي تأسست في 2022 بدأت تعاونها مع سفارة فرنسا في وقت مبكر، حيث تم تنفيذ مشروع أول باسم Horizon Plus ركز على حملة توعية شملت 13 جامعة و200 مؤسسة جامعية بالإضافة إلى 80 جامعة خاصة لتعريفهم بدور الوكالة وتعزيز ثقافة الجودة.

ميزانية
وأوضحت أن هذا المشروع الأول الذي بلغت ميزانيته 100 ألف يورو، مكن الوكالة من تجهيز نفسها بالمعدات وتعزيز قدراتها.
وأفادت بأن منظومة البحث العلمي في تونس تضم أكثر من 600 مؤسسة بين مختبرات بحثية (حوالي 500) ومراكز بحثية (42)، تتبع في أغلبهالوزارة التعليم العالي بالإضافة إلى وزارات أخرى، مشددة على أن الإدارة الاستراتيجية لهذا النظام تمثل تحديا كبيرا ضمن خطة إصلاح الوزارة، والتي تتطلب بالضرورة إصلاح آليات التقييم والأنشطة البحثية.
من جانبها، أكدت سفيرة فرنسا بتونس، آن جيجين، أن إطلاق المشروع بتمويل فرنسي قدره 600 ألف يورو يُعتبر امتدادا لبرنامج Horizon Plus، مشيرة إلى أن التعليم العالي والبحث العلمي يشكلان محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضحت أن التقييم الفعال للبحث العلمي أصبح ضرورة ملحة في عالم شديد التنافسية، داعية الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي للعب دور محوري في ضمان جودة البحث العلمي ودعم ديناميكية الاقتصاد الوطني.
وأشارت السفيرة إلى أن السفارة الفرنسية خصصت أكثر من 2.5 مليون يورو للتعاون الجامعي والعلمي في تونس، مموّلة بذلك مشاريع متنوعة على غرارتحديث عروض التكوين الجامعي بالتنسيق مع الإدارة العامة للتجديد الجامعي.

خطوة استراتيجية
بدوره، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذر بالعيد، بالمناسبة، أن هذا المشروع يشكل خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في مجال البحث العلمي والتقييم. وأوضح أن المشروع يهدف إلى تكوين خبراء تقييم مؤهلين ووضع مرجعية موحدة لتقييم المؤسسات والمشاريع البحثية، إضافة إلى تطوير أدوات رقمية مستمدة من نتائج عمليات التقييم. كما يشمل المشروع تعزيز التعاون الدولي عبر إشراك خبراء دوليين، مما يسهم في نقل الكفاءات وتبادل أفضل الممارسات، وفق الوزير.
وأشاد بالدور الهام الذي تلعبه الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي والتي تأسست منذ سنة 2022 في مسار تحسين جودة التعليم العالي، حيث تعمل منذ سنتين على بناء نظام وطني متكامل لضمان الجودة، مع التركيز على ترسيخ ثقافة الجودة لدى المؤسسات التعليمية والبحثية داخل تونس.
وأكد أن هذا المشروع يساهم في تطوير حوكمة الوكالة، ويعزز نشاطاتها لخدمة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي الوطنية.
كما أشاد بمتانة الشراكة التونسية الفرنسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدا أن التعاون الجديد مع قسم التعاون الثقافي بسفارة فرنسا بتونس يمثل خطوة واعدة ستُسهم في تعزيز نظام تقييم جودة التعليم العالي الوطني.
وسلط وزير التعليم العالي الضوء على مكانة تونس المتقدمة في مجال البحث العلمي، مشيراإلى أن تونس تحتل المرتبة العاشرة عالميا من حيث الإنتاج العلمي نسبة إلى الناتج الداخلي الخام، ما يعكس ديناميكية منظومتها التعليمية والبحثية. وأكد وزير التعليم العالي أن تونس هي البلد الإفريقي الوحيد المدرج ضمن برنامج Horizon Europe، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدراتها البحثية. وفي سياق الاستثمار في مجال البحث العلمي، أكد الوزير أن تونس تحتل المرتبة 47 عالميا من حيث حجم الاستثمار في البحث العلمي.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى