
قال الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الليبي, بشير الجويني لتوميديا اليوم الخميس 22 ماي 2025, إن ما يحدث في العاصمة الليبية هذه المدة من إجراءات وقرارات أمنية اتخذتها حكومة الوحدة الوطنية والإضطرابات و الأمنية و العسكرية التي شهدتها طرابلس و مناطق مجاورة لها وما قابلتها به حكومة الاستقرار في شرق ليبيا برئاسة أسامة حماد ومجلس النواب الليبي هو فقط جزء من الصورة, وهي أعمق من ذلك بكثير وفق تعبيره.
ويرى الجويني أن الوضع في ليبيا يتميز بانسداد الوضع السياسي بين الفرقاء الليبيين منذ مدة طويلة, حيث ساد ما يسمى “بحوار الطرشان” بين الإخوة الأعداء وفق وصفه, حيث لم تستطع الطاولة الخماسية كما أسماها المبعوث الأممي السابق السنغالي عبد الله باتيلي المتكونة أساسا من المجلس الأعلى للدولة و مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية وحكومة الاستقرار في الشرق و القيادة العامة للقوات المسلحة. إيجاد توافق بينهم لإيجاد رؤية تشاركية تخرج البلاد من أزمتها الراهنة, بل أن أجساما داخل اللجنة الخماسية على غرار المجلس الأعلى للدولة منقسم على ذاته بين رئاستين أولى برئاسة محمد تكالة المقرب من حكومة الوحدة الوطنية وثانية برئاسة خالد المشري الذي يشهد خطة السياسي تقاربا متزايدا مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب
و أضاف الجويني أن الانقسام الذي يعتري الأجسام السياسية و التنفيذية و التشريعية في ليبيا ترجم على أرض الواقع في عمليات عسكرية دموية أدت إلى اغتيال قائد جهاز الدعم و الإستقرار في ليبيا عبد الغني الككلي أو غنيوة كما يطلق عليه. وذلك باعتراف رسمي من قبل حكومة الوحدة الوطنية, مما طرح تساؤلات عدة عن قيام الحكومة (عبر أحد الأجهزة المنتمية لوزارة الدفاع فيها)بتصفية أحد أبرز القادة العسكريين في البلاد الذي يتبع (نظريا) المجلس الرئاسي الذي يمثل رمزا للدولة الليبية أقاليمها المختلفة.
بشير الجويني اعتبر أن الإضطرابات الأمنية الأخيرة أفرزت عدة متغيرات على الساحة الليبية, شملت جانب كبير من رسم التحالفات بين مختلف الأطراف و الأجسام الليبية الفاعلة, وكذلك من خلال دفع البعثة الأممية بشكل مباشر أو غير مباشر لاخراج ما تحمله من مقترحات عن طريق لجنتها الاستشارية, والتي قدمت 4 مشاريع أفكار للتسوية الشاملة في ليبيا, يطرح السؤال حول قابليتها للتنفيذ وقدرتها على مواجهة القوى الصلبة والميدانية
وفق تقديرات الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الليبي, وبغض النظر عن هذا المقترح أو ذاك, الإشكال اليوم في ليبيا أين تتجه الأوضاع اليوم في البلاد؟ هل نحو التأزم ومزيد العمليات العسكرية في إطار لا غالب و لا مغلوب, وما يرافق ذلك الوضع من مزيد انقسام و تفتت في النسيج الليبي؟ أم سيكون فاتحة تسويات قريبة ربما بإشراف وضغط دوليين للوصول إلى تسوية شاملة خاصة في ظل ما نشهده من زيارات ولقاءات بين عواصم متعددة انطلاقا من واشنطن مرورا بأنقرة نهاية بموسكو وبروكسيل