الطبوبي في ذكرى عيد الشغالين/ “تونس تعيش اليوم أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة في ظل تواصل سياسة التفرد بالرأي والقرار لدى السلطة”
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يؤكد أن عديد المناطق تعاني من التهميش و الإقصاء نتيجة السياسات المتبعة و غياب المشاريع التنموية وانتفاء الدور الاجتماعي للدولة ومؤسساتها

رحب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الخميس غرة ماي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل بتجمع النشطاء من مختلف المشارب, نقابيين وسياسيين و مجتمع مدني و عمال و مثقفين في ساحة محمد على بمقر المنظمة الشغيلة لإحياء عيد العمال, والذي يصادف الذكرى 79 في تونس.
واعتبر الطبوبي في خطابه أن هذا العيد فرضه العمال عبر سنوات من النضال تخليدا لإضراب عمال مدينة شيكاغو الأمريكية التي واجهتها الحكومة الرأسمالية آنذاك بالرصاص و النار و ارتكابها مجزرة رهيبة سقط فيها مئات بين قتلى و جرحى. بالإضافة إلى تسليط عقوبات قاسية على العمال و المشاركين و قادتهم وصل إلى إعدام مجموعات كبيرة منهم, و اليوم تعود الذكرى لتكون فرصة لنقف إجلالا لشهداء الحركة الوطنية و شهداء العمل النقابي والحركة الثقافية. مطالبا السلطات بفتح ملف هؤلاء الشهداء, ليس للانتقام والتشفي بل لمعرفة الحقيقة حسب قوله.
كما اعتبر نور الدين الطبوبي ذكرى 01 ماي مناسبة للترحم على كل شهداء الوطن الذين ناضلوا من أجل التحرر والديمقراطية ومكافحة الاستبداد والإرهاب, وفق تعبيره. مستذكرا في ذات الوقت نضالات القادة النقابيين على غرار الحامي و حشاد و عاشور و التنكيل بعائلاتهم و بكل مناصريهم.
وأشار الطبوبي بالمناسبة إلى محاولات الحكومات المتعاقبة في تونس إلى ضرب المؤسسات العمومية من خلال التفريط فيها أو خصخصتها, وتشريد عمالها و موظفيها , و التضييق على سبل عيشهم و تسريح الآلاف منهم, استجابة للدوائر المالية الرأسمالية العالمية, ورغم ذلك أكد الطبوبي أن الطبقة الشغيلة تمسكت بمبادئها و نضالاتها من أجل حقوقها و ضد تفقير الشعب والتفريط في المكاسب الوطنية ومؤسسات شعبه.
ولفت الأمين العام للمنظمة الشغيلة في ذكرى عيد العمال بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التى تمر بها تونس واعتبرها أزمة عالمية و ظروف استثنائية صعبة يعيشها العالم, وقد مست هذه الأزمة مختلف الفئات التونسية خاصة الطبقات الوسطى والضعيفة, منددا في ذات الوقت بما تقوم به السلطة تجاه كل من يتكلم في هذه المسائل الحياتية والزج به في السجون التى امتلأت بالمعارضين للنظام رئيس الدولة الحالي قيس سعيد.
كما ندد الطبوبي بالمرسوم 54 الذي اتخذ منه النظام مطية لمعاقبة أي معارض لمساره, من خلال تلفيق التهم جزافا. و أصبح حق التعبير و الرأي المخالف جريمة يحاسب عليها صاحبها. و بذلك مس المرسوم 54 نقابيين و إعلاميين و مدونين ونشطاء سياسيين و مدنيين و حقوقيين, للتسلط عليهم أحكاما جائرة, في غياب محاكمة عادلة و منصفة.
كما تحدث نور الدين الطبوبي عن التهميش و الإقصاء التى تعاني منه عديد المناطق الداخلية و الأحياء الشعبية في المدن الكبرى نتيجة السياسات المتبعة, و غياب المشاريع التنموية وانتفاء الدور الاجتماعي للدولة ومؤسساتها, مما يجعل سيادة الوطن واستقلاليته في خطر. في ظل تواصل سياسة التفرد بالرأي و القرار الذي زاد الوضع سوء وانسداد و فشلا واندفاعا نحو المجهول, حسب وصفه.