أنترفيووطنية

الرحيلي لتوميديا: الوضع المائي في تونس في تحسن لكن وجب ترشيد الموارد لعدم الوقوع في أزمة

الباحث والمتخصص في التنمية حسين الرحيلي يؤكد أنه على الدولة أن تعي جيدا المتغيرات المناخية و العالمية و التفكير بجدية في التعامل مع أزمة شح المياه المستفحلة بطرق حديثة تضمن استغلال أي قطرة مطر تنزل

أكد الباحث والمتخصص في التنمية حسين الرحيلي لتوميديا اليوم الثلاثاء 29 أفريل 2025, أن الوضع المائي في تونس اليوم مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية يعتبر جيد جدا, بالرجوع إلى الإحصائيات نجد أن تاريخ 29 أفريل نجد أن حجم إيرادات السدود لهذه السنة 907 مليون متر مكعب و بنسبة امتلاء بلغت 38.3 بالمائة هي نسبة كبيرة. حيث يعتبر الفارق في الإيرادات ارتفع بحوالي 94 مليون متر مكعب مقارنة مع إيرادات السنة الماضية في نفس التاريخ, و تحسن إجمالي في المعدلات السنوية للثلاث أعوام الأخيرة بـ 25 مليون متر مكعب.

و أضاف الرحيلي أن البلاد ستدخل موسم ذروة الاستهلاك الصيفي بأريحية أكبر و دون تخوفات من الانقطاعات المتكررة و الضغوط الكبيرة على الموارد المائية بسبب تحسن الكميات لكن هذا لا يعني التصرف دون ترشيد و حوكمة للموارد لأن الخطر مازال قائم بالنسبة للاستهلاك العام و عند غياب الترشيد العام. لهذا وجب الحذر والحفاظ على مواردنا المائية وفق تعبيره.

و اعتبر حسين الرحيلي أن تونس تلقت كميات كبيرة من الأمطار هذه السنة خاصة في المناطق الشرقية و الوسطى, المعروفة بقلة تواجد المنشآت المائية الكبرى بها, مما يطرح تساؤلات اليوم عن كيفية التعامل مع هذه الظاهرة المعروفة بتغيير خارطة التساقطات. ووجوب إيجاد استراتيجية وطنية لتعبئة تلك الموارد المائية المهدورة. رغم استفادة الفلاحين منها من خلال توسع الزراعات الكبرى و المراعي و استفادة الغراسات من تلك الكميات خاصة في مناطق الوسط والجنوب الشرقي.

و أشار الباحث والمتخصص في التنمية حسين الرحيلي بأنه على الدولة اليوم أن تعي جيدا المتغيرات المناخية و العالمية و التفكير بجدية في التعامل مع أزمة المياه المستفحلة عالميا من خلال أقلمة سياساتنا المائية مع تلك التحولات خاصة مع مظاهرها المتغيرة. والدخول في حوار وطني بخصوص هذه المسألة وأيضا العمل على استحداث طرق ذكية و عملية لاستغلال كل قطرة ماء تسقط خاصة في المناطق الخالية من السدود, وفي المقابل حماية أحواض السدود القائمة من التبخر والتى تصل إلى حوالي 650 ألف متر مكعب يوميا في درجة حرارة أكثر من 30 درجة. كما شدد الرحيلي على وجوب إقرار خطط جديدة تهتم بجمع مياه الأمطار في المدن بواسطة خزانات, وإحداث منشآت مائية صغرى على غرار “الماجل” أو “الفسقيات”, لمزيد التحكم في جمع المياه واستغلالها.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى