نشر السياسي محسن مرزوق مساء اليوم 10 فيفري 2025 على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك رسالة الى رئيس الجمهورية قائلا “أجد نفسي مجبرا للتوجه لكم علنا باعتبار استحالة وسائل التواصل المباشرة منذ آخر لقاء معكم بعد انتخابات 2019، لمّا كنتم تلتقون الأحزاب ولا تعتبرونها ،كما هو الحال راهنا، رمزا للشرور كلّها”.
و أكد مرزوق من خلال رسالته أنه لا وجود لأي اشكال مع الشعب الايراني و لكن الاشكال مع النظام السياسي على حد تعبيره
و أشار مرزوق أن تونس بعد الثورة وقبلها، لا تؤمن بالدولة الدينية لذلك نصت دساتيرها، بما فيهم الدستور الأخير، أنّ تونس دولة مدنية، مؤكدا أن رئيس الجمهورية قال أكثر من مرّة أنّه لا يوجدُ معنى في تعبير الدولة الإسلاميّة، أو في ما يشابهه من تعبير كمَثَل أنّ الدولة لها دين. فالدين هو لأفراد الأمة باعتبارهم مؤمنين لا للدولة باعتبارها كيان قانوني معنوي على حد قوله.
وبالتالي فبلادنا في تناقض مباشر مع مقومات النظام الإيراني الحالي.
وفي ما يخص قضية فلسطين، فإن موقف تونس كان دائما صادقا وتاريخيا ولا يحتاج سندا خارجيا من أيّ كان، خاصّة لأنّه لم يكن خدمة لمصلحة ذاتية على حساب الفلسطينيين ذاتهم.
مهما كان الموقف من إيران ونظامها فإن بوصلة من هو مؤتمنٌ على قرار الدولة التونسية الخارجي تبقى مصلحة تونس أوّلا وآخرًا.
كما صرح مرزوق أن العلاقات الخارجية لدولة ما لا تستند للموقف الأيديولوجي أو الشخصي لمن يحكمها، بل على قراءة دقيقة لموازين القوى الدولي وتحديد أدقّ لمصلحة تونس فقط.
مشيرا أنه قد تكون القرارت مؤلمة. ولكنّ الدليل لمن يقود دولة ليست المشاعر ولا القناعات فقط ولا الإحساس بالألم أو السعادة. بل الوعي البارد بمصلحة الدولة. فالدولة لها وعي خاص ومنطق خصوصي دعيا رئيس الجمهورية للنّأي بتونس وشعبها عن أتّون الصراعات الدولية الرهيبة في المنطقة والعالم والتي تأخذ فيها إيران موقعا يخصّها وتبحث عن مصالح وأهداف لا ينبغي أن نكون في علاقة بها، ظاهرا أو باطنا. ولا ينفعنا أن نخلق الانطباع بالتنسيق معها، إذا لم يكن هذا الانطباع واقعا.
و شدد مرزوق أن العلاقات الخارجية لا تُساس بالصياح والشتم والجمل البيانية المتينة، بل بالتحليل الموضوعي والاستباق والرؤية بعيدة المدى على حد تعبيره.