كشف الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني لتوميديا اليوم الأربعاء 08 جانفي 2025 أن ليبيا اليوم هي في عين العاصفة الإقليمية من حيث التهديدات الأمنية و السياسية التى تحدق بها. حيث أكد أن ما حصل في سوريا و ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا من أحداث, يؤثر مباشرة على الوضع الليبي نتيجة الانقسام الحاصل في الجسم الحكومي و المناطقي. إذ أكد الجويني وصول دعم عسكري كبير إلى ليبيا هذه الأيام. انطلقت من قواعد روسية ربما تلك التى كانت في سوريا, ويقع توجيهها حاليا إلى حكومة الشرق مما أثار الكثير من اللغط و ردود الفعل من أوساط رسمية و شعبية.
و أضاف بشير الجويني أن حكومة الوحدة الوطنية برئاية عبد الحميد الدبيبة استنكرت هذه التحركات. إضافة إلى المخاوف التى أطلقها بعض المحللين العسكريين بخصوص المغزى من تكديس الأسلحة في قواعد شرق ليبيا أو جنوبها. وهل هي تمهيد لبدء أعمال عسكرية. مخاوف دفعت مراقبين للشأن الليبي و الإفريقي توجست من التحركات الروسية على الساحة الليبية و ما يرافقه من تأثير في الساحة العربية و الضفة الجنوبية للمتوسط. و تزداد التكهنات من طبيعة التمركزات العسكرية الروسية والدعم اللوجستي لقواعد بعينها كقاعدة القرضابية أو الرجمة أو براك الشاطئ أو الجفرة. أن تكون تلك التجهيزات موجهة لدعم العمليات العسكرية في دول مجاورة لليبية و التى تملك فيها روسيا تواجدا عسكريا و تأثيرا سياسيا واضحا لاسيما دول الساحل و الصحراء.
الباحث في العلاقات الدولية كشف لتوميديا الأخطار المحدقة بليبيا حيث تسعى موسكو إلى جعلها قاعدة لوجستية متقدمة لتحريك قطاعاتها العسكرية لمواجهة الأوروبيين من الجنوب أو مقارعة القوات الغربية المتمركزة في افريقيا افريكوم و حتى قواعد حلف الناتو المتمركزة في أيطاليا و اليونان و هو ما جعل دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تعتبر ليبيا مجال نفوذ لها و لشركائها أو تركيا التى تحتفظ بقواعد عسكرية في غرب ليبيا أساسا قاعدة الوطية الجوية و قاعدة مصراطة البحرية متخوفتان من تزايد النفوذ الروسي شرق ليبيا و جنوبها و ما سينجر عنه من تنافس محتدم قد يعيد شبح الحرب والمواجهات العسكرية بين الليبيين إلى مربع الصفر .
تنضاف إلى هذه المخاوف قرب انتهاء مهمة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا و ما سينجر عنه من فراغ أممي في ظل انقسام حاد بين حكومتي الشرق والغرب. فكل هذه التطورات قد تهدد استقرار ليبيا في المستقبل ما لم يسعى الليبيين الى إعادة الوحدة الوطنية بينهم و بناء مؤسسات رسمية موحدة تعيد للبيلاد استقرارها من جديد.