قال مخرج فيلم” قنطرة” وليد مطار لتوميديا اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024 أنّ أيّ عمل فني لابد أن ينطلق من الواقع المعاش و المحسوس لأنّ اللعب خارج هذا الإطار لا ينتج فنا حقيقيا حسب تعبيره. جاء ذلك على هامش مشاركة فيلمه الطويل “قنطرة” في المسابقات الرسمية ضمن الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية.
و أشار المخرج الشاب أنّه عادة ما تنتابه حيرة في اختيار عناوين أعماله لكن مع هذا العمل بالذات فقد وقع الإختيار عليه منذ بداية الكتابة وإسم القنطرة في مخيلتنا هي ذلك الجسر الذي ينقلنا من مكان إلى أخر ومن ضفة إلى أخرى بالضبط كما سيفع فيلم “القنطرة”, لكل من سيشاهده سينقله من عالم إلى عامل أخر من واقع إلى واقع أخر و من دنيا إلى دنيا ثانية مع العلم أن الواقعية التى نتحدث عنها في صناعة السينما كانت حاضرة في العنوان فقد كان جسر رادس من ألهمنا لإطلاق هذا العنوان على الفيلم. فالجسر فعليا يربط بين الضاحية الشمالية و الجنوبية للعاصمة وأيضا أحداث الفيلم و و قائعه تدور بين أماكن في الضاحية الشمالية و أخرى في الضاحية الجنوبية وهذا سبب أخر للتشبه بهذا الإسم.
المخرج المبدع وليد مطار أضاف أنه ابن المدرسة الواقعية في السينما وأعماله دائما مستوحاة من هذا الواقع المعاش بكافة تقلباته و قيمه و أخلاق أهله و تصرفاتهم و مشاعرهم وأحاسيسهم. مطار أكّد أنّ تجاربه في الحياة استقاها من الواقع الذي يعيشه فهو لا يملك سيارة و كل تنقلاته تتم عبر وسائل النقل العمومي. وخلال تلك التنقلات و التحركات كانت عيناه بمثابة كاميرا ترصد حياة الناس و أقوالهم وتصفاتهم و أحاسيسهم و تقلباتهم مع الواقع. حيث كان دقيق الملاحظة وفق تعبيره وهو ما ساعده على دمج كل تلك العناصر في أعماله الفنية. متمنيا أن تننال تجربته أستحسان الجمهور و متابعيه.
كما لم ينسى المخرج المبدع وليد مطار أن يذكر بأهمية إعطاء حرية كافية لأبطال أي عمل فني حتى يقدموا إضافة حتى لو كانت من خارج السيناريو الموجود لكنها تخدم الأهداف الكبرى للعمل الفني وتبرز إبداع الممثل و كافة فريق العمل. مشيرا إلى أن كاتب السيناريو هو كتب القصة من منطلق نظري فحسب لكن بطل الشخصية هو من سيلبسها بالمشاعر و الأحاسيس وسيلبس الشخصية ويتعايش معها بكل تفاصيلها. لذا لابد من اعطائه كل الحرية في الإضافة لكن تحت الإشراف و التوجيه حتى لا تضيع الفكرة الرئيسية الروئية الفنية الشاملة للعمل .