أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 أنّ إصراره على زيارة مدينة بنقردان من ولاية مدنين بسبب الرمزية التى تمثّلها هذه المدينة في ذاكرة التونسيين لأنها شهدت أحداثا كبيرة وعرفت”إلتحاما بين الشعب التونسي وقواته المسلحة العسكرية و الأمنية … عندما حاول المتربصون بتونس أن يقيموا ما أوصاهم به الإستعمار لكن الشعب التونسي لقنهم درسا لن ينسوه.” جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سعيّد في بنقردان في مستهل زيارة ستقوده لاحقا إلى قابس و سيدي بوزيد في إطار الإحتفالات بعيد الثورة.
وأضاف رئيس الجمهورية بالمناسبة انّ الشعب التونسي خلال أحداث بنقردان وقف على “قلب رجل واحد للتصدى للمجموعات الإرهابية” داعيا تلك المجموعات إلى “قراءة التاريخ جيّدا و تقليب صفحاته ” لمعرفة بسالة و قوة الشعب. مشيرا في ذات الوقت أنه لا احد ينكر أنّ تونس عرفت فترات اهتزّ فيها الأمن لكن الشعب التونسي أحبط كل المؤمرات وفق وصفه خاصة عندما راهن ما سماهم بال”خونة والعملاء” على التقسيم و التفتيت وهم واهمون في ذلك.
وشدد رئيس الدولة خلال كلمته, أنّ تونس تواجه رهانات كبيرة و تحديات أكبر نتيجة عقود من التغييب و الفساد المستشري في كامل جسم الدولة, ومن حق الشعب التونسي أن يطالب بالمحاسبة و تطهير الإدارة ليكون الإنتصار عميقا و راسخا لمواصلة المسيرة وفق تعبيره. وعليه يرى سعيّد أنّه “لابد أن يتواصل المسار الثوري لتحقيق التطهير حتى يكون البناء صلبا ” وأنّ الدولة في سباق مع الوقت لاختصار المسافات لتحقيق العدالة. مؤكدا أنّ الدولة لا تريد ظلم أي شخص وفي المقابل لا تريد أن يفلت أي متورّط من المحاسبة و العقاب.
وفي ذات السياق طالب رئيس الجمهورية قيس سعيّد كافة المسؤولين في الدولة أن يستحضر وضعية المهمشين و المحرومين حين يكون على رأس عمله وأن يعمل كل ما بوسعه لتذليل كافة الصعوبات .
و ختم سعيّد كلمته بالإشارة إلى أنّ “المنطقة تعيش تحدّيات لا يمكن أن نواجهها إلا بوحدة وطنية تمثل جدارا منيعا لا مكان فيه لأي ثغرة يمكن ان يتسلل عبرها عدوّ لا يستهدف الوطن ولكنه يستهدف المنطقة بأسرها”.