بمناسبة احياء ذكرى 17 ديسمبر أصدر مساء اليوم حزب العمال بيانا اعتبر فيه ” أنّ الشعب التونسي انتصر على دكتاتورية بن علي ودشّن مسارا ثوريا في البلاد وفي المنطقة وفي العالم سرعان ما التفّت عليه قوى الثورة المضادة وحوّلته إلى فشل بل إلى مآس وحروب أهلية في بعض الأقطار لعبت القوى التكفيرية الإرهابية دورا حاسما في تأجيجها وحرف النضالات العادلة والمشروعة للشعوب والطبقات المحرومة وفتح الأبواب للغزو الخارجي.
كما شدد البيان على أنّ المسار الثوري التونسي صمد لسنوات في وجه محاولات الالتفاف عليه من قوى الردّة الظلامية والليبرالية الفاسدة والمدعومة من قوى دولية وإقليمية استعمارية ورجعية هيّأت الأرضية لانقلاب 25 جويلية الذي صادر غالبية المكاسب التي فرضها الشعب وقواه التقدمية ورجع بالبلاد إلى مربّع الاستبداد والقمع ومصادرة الحريات وأغرقها في الاقتراض والتبعية وفاقم كافة مظاهر البؤس المادي والمعنوي الذي يعاني منه الشعب.
وأدان البيان ما اسماها محاولات قيس سعيد خلق تنافر وهمي بين موعدي 17 ديسمبر تاريخ انطلاق الثورة و 14جانفي تاريخ سقوط الدكتاتورية وهو الذي لم يكن معنيّا بالموعدين مثل كل مثقفي السلطة واحتياطها الرجعي.
واعتبر البيان أنّ حصيلة حكم الثورة المضادة طيلة 14 عاما تؤكد أنّ الثورة لا تنجح إذا لم تقلب رأسا على عقب طبيعة الدولة وخياراتها الرجعية في مختلف المجالات، كما أنّ الارتباط بالثورة لا يقف عند حدود الشعارات والمغالطات الخطابية بل هي التزام بخيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، وطنية، ديمقراطية، شعبية وهذه الخيارات تمثل اليوم حاجة أكيدة للشعب و البلاد ولا يمكن أن تتحقق إلا بالنصال من أجل وضع حدّ للاستبداد وخياراته التي لا تنتج سوى التبعية والفقر والمهانة، وإقامة نظام وطني ديمقراطي وشعبي تتحقق في ظلّه مطالب غالبية المجتمع من المشتغلين والمفقرين والمضطهدين.