أنترفيوحقوق

بن سعيد لتوميديا: “الخوف من التشهير والعنف الإلكتروني أصبح سببًا مباشرًا في انسحاب العديد من النساء من الفضاء العام”

تصاعد العنف المسلّط على النساء في الفضاء الرقمي، وهو عنف يؤدّي، في كثير من الحالات، إلى إقصاء النساء من المشاركة في النقاش العام

صرّحت سارة بن سعيد، عن جمعية أصوات نساء مساء اليوم الجمعة 25 ديسمبر 2025 لتوميديا، أنّ المسار الذي عرفته حقوق النساء في تونس بعد ثورة 2011 لم يكن تصاعديًا كما كان مأمولًا، بل شهد في السنوات الأخيرة تراجعًا مقلقًا، تجلّى خاصة في ارتفاع منسوب العنف المسلّط على النساء وتزايد جرائم قتل النساء، إلى جانب تراجع حضور قضايا النساء في الخطاب السياسي والفضاء العام.

وأوضحت بن سعيد أنّ الجمعية تأسست في سياق ما بعد الثورة، على أمل تعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية، معتبرة أنّ سنة 2011 مثّلت لحظة مفصلية فتحت آفاقًا جديدة للنضال النسوي غير أنّ الواقع الحالي، وفق تعبيرها، يكشف عن إخفاقات بنيوية في حماية مكتسبات النساء وضمان استمراريتها.

و ترى بن سعيد أنّ الارتفاع المتواصل في العنف المسلّط على النساء، بما في ذلك جرائم القتل، لا يمكن فصله عن سياسات الدولة في مجال مناهضة العنف فرغم المكاسب القانونية التي تحققت، وعلى رأسها القانون عدد 58 المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة، إضافة إلى إدراج مقاربة النوع الاجتماعي في ميزانية الدولة، إلا أنّ هذه الإجراءات بقيت، بحسب قولها، دون تفعيل فعلي وفعّال على أرض الواقع.

وأضافت أنّ تونس تمرّ اليوم بـ«فترة فارقة» تشهد تراجعًا في الحقوق التي ناضلت من أجلها النساء لعقود، وهو ما ينعكس مباشرة على حياتهنّ اليومية وعلى شعورهنّ بالأمان، سواء في الفضاء الخاص أو العام.

من جهة أخرى، نبّهت بن سعيد إلى ما وصفته بـاختفاء الخطاب النسوي وحقوق النساء من الخطاب السياسي، معتبرة أنّ هذا الغياب يساهم في تطبيع العنف وتهميش قضايا النساء.

كما أشارت إلى تصاعد العنف المسلّط على النساء في الفضاء الرقمي، وهو عنف يؤدّي، في كثير من الحالات، إلى إقصاء النساء من المشاركة في النقاش العام ومن التعبير عن تجاربهنّ أو التبليغ عن الانتهاكات التي يتعرّضن لها.

وأكدت أنّ الخوف من التشهير والعنف الإلكتروني أصبح سببًا مباشرًا في انسحاب العديد من النساء من الفضاء العام، ومنعهنّ من المشاركة أو التحرك أو حتى الحديث عن العنف الذي يطالهنّ.

وشدّدت  بن سعيد على أنّ الندوة التي نظّمتها جمعية أصوات نساء لا تهدف إلى تقديم حلول جاهزة أو الخوض في تفاصيل السياسات العامة، بل تسعى أساسًا إلى فتح نقاش جماعي مع الناشطات والفاعلات النسويات حول دور الحركة النسوية في الظرف الراهن.
مؤكدة على أنّ المرحلة الحالية تتطلّب إعادة تفكير جماعي في أدوات النضال النسوي، وفي سبل مقاومة التراجع الحقوقي، والدفاع عن حضور النساء في الحياة العامة والسياسية، في ظل سياق وطني يتّسم بتعقيدات سياسية واجتماعية متزايدة

Authors

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى