قال سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع في قضية التآمر، خلال اليوم التضامني مع المناضل السياسي العياشي الهمامي، الذي نظمته رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان، إن الأولوية في الوقت الحالي هي للعائلات، مؤكدًا أنه بالرغم من رغبته في الحديث عن مواضيع أخرى، إلا أن متابعة شؤون العائلات كانت الأهم.
وأشار ديلو إلى أن أوامر مثل تلك الصادرة أثرت على متابعة المحامين واحتجاز بعض الأشخاص قسريًا، وهو ما قلّص من القدرة على التواصل مع البعثات الدولية. وأضاف: “نحن كمحامين أصبحنا نشعر بالقلق، ليس لأننا خائفون، ولا لأننا نفتقر للدافع، ولكن المسؤولية تجاه مناضلين قضوا سنوات طويلة في النضال تجعلنا حذرين.”
وتطرق ديلو إلى تجربة السجناء المناضلين مثل العياشي الهمامي إلى أن هؤلاء الأشخاص يصرون على موقفهم بإرادة قوية، وأن إضرابهم عن الطعام ليس مجرد رسالة للسلطة أو الإدارة، بل يمثل تحديًا مباشرًا للمحامين والنشطاء والمجتمع المدني. وأضاف: “العياشي الهمامي يترجم إضرابه لنا كهيئة دفاع، وعلى من يتحمل مسؤوليته أن يكون على مستوى التحدي.”
وحذر ديلو من أن عدد المحامين والنشطاء والعائلات قليل، وهو ما يجعل توحيد الجهود النضالية أمرًا ضروريًا للاستمرار في الدفاع عن السجناء. وأوضح أن عدم توحيد القوى سيجعل من الصعب مواجهة التحديات القادمة، خاصة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون الأصعب بالنسبة للسجناء، حيث ستفرض قيود مشددة على الزيارات وسيقتصر التواصل مع العالم الخارجي على الهاتف، وسيصبح من الصعب على المحامين القيام بزياراتهم المعتادة.
وأضاف ديلو أن هذه الفترة الصعبة تتطلب من الجميع تحمل المسؤولية بشكل كامل، مشيرًا إلى أن التضامن الحقيقي يبدأ بالتحضير لمواجهة القيود والتحديات المقبلة.
وناشد المجتمع المدني والعائلات والمحامين بضرورة توحيد الجهود لضمان استمرار المتابعة والدفاع عن حقوق السجناء، مؤكدًا أن هذا الالتزام هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة القادمة.
واختتم ديلو كلمته بالتأكيد على أن التضامن مع المناضلين في السجون ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو مسؤولية مباشرة لكل من يعمل في الدفاع عن الحقوق والحريات، مشددًا على أن الوقت الحالي يتطلب تركيزًا كاملًا ووحدة عمل بين جميع الأطراف المعنية.




