استقبل أحمد البوهالي، وزير الشؤون الدينية، يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 بمقر الوزارة، ثلة من المشرفين على إدارة الشؤون المسيحية بكل طوائفها المتواجدة في تونس، ومرافقيهم، بحضور بعض الإطارات عن الوزارة.
وخلال اللقاء، عبّر البوهالي عن سعادته بالاستقبال، مؤكّدًا أن الدين الإسلامي يتحدث عن وحدة الإنسانية، وأن أفضل الناس هو أنفعهم للآخرين. وأشار إلى أن القاسم المشترك بين الأديان هو محبة الله عز وجل وحب الخير للجميع.
وشدّد الوزير على حرص رئيس الجمهورية على أن تظل تونس دائمًا أرض التعايش والسلام والإسلام المعتدل، وأن المواطن يظل إنسانًا محمولًا على مبدأ الحقوق والواجبات بغض النظر عن ديانته، باعتبار مرجعيته المدنية.
كما أشار إلى أن الدستور التونسي، في فصله 27، يكفل حرية المعتقد وحريّة الضمير، ويؤكد الفصل 28 على حماية حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام. وأوضح أن ما يجمع الجميع على هذه الأرض المباركة هو مبدأ الولاء للوطن واحترام قوانينه.
وفي إطار القضايا الإنسانية، أوصى الوزير بتخصيص الصلوات والأدعية للفلسطينيين الذين يعيشون مظلمة لم تعرفها الإنسانية من قبل، داعيًا إلى تكاتف الجهود بين ممثلي الديانات لتعريف المجتمع بهذه القضية والعمل على إزالة الظلم، وإغاثة الأطفال والنساء وكبار السن من الجوع والبرد والتقتيل، وإيقاف التدمير وصون الكرامة الإنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية عامة.
من جهتهم، عبّر الضيوف عن اعتزازهم بوجودهم على أرض تونس التي احتضنتهم وآوتهم منذ عشرات السنين بكل حب واحترام وأمان وسلام، دون شعور بأي نقص أو دونية، وهو ما دفع بعضهم والبعض من الجاليات المقيمة في تونس إلى البقاء فيها، مؤكدين أنها نموذج يحتذى به لبقية بلدان العالم في التسامح والتعايش.
كما أكّد ممثلو الديانة المسيحية أن كل صلواتهم في احتفالاتهم تتطرّق للقضية الفلسطينية دفاعًا عن الإنسانية وترسيخًا لقيم السلام والمحبة.
واختتم اللقاء بتأكيد الوزير على أن وزارة الشؤون الدينية على ذمتهم للاستماع إلى مشاغلهم والمساهمة في إيجاد الحلول لمشاكلهم بما هو من مشمولاتها ووفق المتاح وما يكفله الدستور والقانون، مؤكّدًا روح التعاون والحوار بين جميع الطوائف




