الأخباروطنية

العياشي الهمامي من سجنه:”البلاد انتقلت من فضاء إدارة الخلاف بالأدوات الديمقراطية إلى الزجّ بالمعارضين السياسيين”

تفاقم الظلم والحيف، وتصاعد العنف البوليسي، وتدهور الأوضاع الاجتماعية دفع الشباب إلى النزول مجددًا إلى الشوارع دفاعًا عن الحرية والكرامة

نشر العياشي الهمامي، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك مساء اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025  رسالة من سجنه بالمرناقية بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة عشرة لعيد الثورة، حملت مضامين سياسية وحقوقية وانتقادات حادّة للوضع العام في البلاد.

وأشار الهمامي في مستهل رسالته إلى أنّ إحياء الذكرى الخامسة عشرة للثورة يتزامن هذا العام مع تصاعد الحراك المدني والسياسي الرافض لما وصفه بالانفراد بالسلطة، وبالمحاكمات السياسية، وبحملة الإيقافات التعسفية التي تستهدف الأصوات الحرّة.

كما أكّد أنّ هذه الذكرى تحلّ في اليوم الخامس عشر من إضرابه عن الطعام، الذي يخوضه احتجاجًا على ما اعتبره محاكمة جائرة يتعرض لها، وتمسكًا بحقه في الحرية.

ووجّه الهمامي تحية إلى روح الشهيد محمد البوعزيزي، الذي قال إنه أوقد شرارة تجاوز مداها حدود البلاد، كما حيّا شهداء الثورة وجرحاها، وشباب الثورة، والقوى الحيّة التي ساهمت في هزّ عرش الاستبداد ودفع الطاغية إلى الفرار، مما مكّن الشعب من استعادة ممارسة إرادته.

وتطرّق الهمامي إلى حصيلة المسار الذي أعقب الثورة، معتبرًا أنّه رغم ما تحقق من مكاسب، خاصة على مستوى بناء المؤسسات الدستورية، فإن هذا البناء ظلّ غير مكتمل.

كما حمّل الطبقة السياسية بعد الثورة مسؤولية الإخفاق في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية بما يتطابق مع التطلعات الشعبية.

وانتقد في هذا السياق ما وصفه بتوظيف الشعبوية لهذه الخيبة الشعبية، بالتوازي مع استغلال الصراعات والخلافات السياسية، للانقلاب على الدستور وعلى المؤسسات المنتخبة، ونشر خطاب الكراهية والتحريض، وتوزيع تهم الخيانة والعمالة ضد كل من يعارض السلطة.

وأوضح الهمامي أنّ البلاد انتقلت، وفق تعبيره، من فضاء إدارة الخلاف بالأدوات الديمقراطية إلى الزجّ بالمعارضين السياسيين، والمحامين، والصحفيين، والنقابيين، والمدوّنين، وكل الأصوات الحرّة في السجون، عبر محاكمات صورية تفتقد لأدنى ضمانات المحاكمة العادلة، مشيرًا إلى أنّ هذه المحاكمات يقودها قضاء تابع للسلطة السياسية.

كما اعتبر أنّ تفاقم الظلم والحيف، وتصاعد العنف البوليسي، وتدهور الأوضاع الاجتماعية، دفع الشباب إلى النزول مجددًا إلى الشوارع دفاعًا عن الحرية والكرامة، في امتداد لتضحيات أجيال من التونسيين، ومنهم محمد البوعزيزي، الذي قال إنه فضّل الموت كريمًا على قبول الذلّ والمهانة.

وختم العياشي الهمامي رسالته بالتأكيد على مواصلة نضالات الشعب التونسي من أجل الحرية والكرامة، موجّهًا من سجن المرناقية رسالة إلى كل الأحرار جاء فيها: «أنت لست مهزومًا ما دمت تقاوم».

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى