قدّمت هيفاء الشابي، ابنة السياسي المعارض أحمد نجيب الشابي،مساء اليوم 4 ديسمبر 2025 لتوميديا خلال الندوة الصحفية التي عقدها الحزب الجمهوري رواية دقيقة للحظات الأخيرة قبل إيقاف والدها وتنفيذ الحكم الصادر في حقه، مؤكدة أنّ العملية تمت في جوّ من الهدوء والاحترام، رغم ما وصفته بالخروقات التي شابت مسار القضية منذ سنوات.
وقالت هيفاء إن الساعة كانت متأخرة عندما كانت رفقة والدها في المنزل، في “آخر لحظات الحرية” كما وصفتها. وفجأة وصل عدد من أعوان الشرطة، من “الشرطة الزيّ المدني بصدد صعود الدرج”، على حدّ تعبيرها. وأوضحت أنها فهمت منذ اللحظة الأولى طبيعة الزيارة، فطمأنتهم قائلة: “هؤلاء حضارات… ما تخافوش باش تسلّموا نفسكم”.
وأضافت أنّ أحد الأعوان طلب من والدها “بعض الدقائق بليرتدي معطفه”، مؤكّدة أن التعامل كان محترماً وأنّ الأعوان لم يرفعوا أصواتهم ولم يمارسوا أي نوع من العنف أو التضييق. وذكرت أنّ والدها كان يردّد: “لقد جاؤا”كان هادئا رغم صعوبة الموقف.
وأشارت هيفاء إلى أنها استغلت الثواني الأخيرة للاتصال بالعائلة التي لم تكن موجودة في المنزل، لإعلامهم بما يجري، وأنّ الأعوان سمحوا له بذلك دون تضييق. وتضيف أن العملية “تمت في خمس دقائق”، إذ خرج والدها بهدوء وامتطى السيارة متجهاً إلى السجن.
وبيّنت أنّ والدها كان يخطّط لما بعد عملية التسليم، خصوصاً في ما يتعلق بالإجراءات القانونية المرتبطة بالحكم الغيابي الصادر ضده، وهو حكم قالت إنه جاء نتيجة “مقاطعة الجلسة” لأنّه “ليس لديه ثقة في القضاء” ورفضه التعامل مع “الهيئات القضائية” بسبب ما يعتبره غياباً للضمانات. وأضافت أن العملية القضائية برمتها “ما فيهاش احترام أثناء الإجراءات الجزائية، لا في التحقيق ولا في الابتدائي ولا في الاستئناف”.
وذكرت هيفاء أنّ القضية التي تلاحق الشابي “قديمة، عمرها أكثر من عشرين سنة”، وأنّ والدها يعتبرها “قضية سياسية بامتياز”، وأنها “لن تمر لا بالمحاكم ولا بالمحامين، إنما بوحدة المعارضة”.
وكشفت أنّ والدها، قبل ساعات فقط من إيقافه، تابع الاجتماع الذي عُقد في قاعة الاجتماعات بمكان الاحتجاز، وقال لها: “هاذي هي الثنية”. كما شاهد الفيديو الصادر عن مجموعة من المحامين في قفصة، وعلّق قائلاً إنّ “سعيّد نجح في حاجة واحدة: توحيد المعارضة… وأنا نشكره لذلك”. واعتبر أنه “لا يوجد قضاء… هناك قضاء تعليمي”، موجهاً دعوة إلى كل من يشعر بالظلم أو يعيش نفس الإحساس:
كما أكدت هيفاء أنّ والدها أمضى 63 سنة في الحياة السياسية والمعارضة، دون ارتكاب أي جريمة أو ممارسة للعنف، قائلة: “بابا ما قتلش، ما سرقش، ما عملش انقلاب، ما سكّرش مؤسسة من مؤسسات الديمقراطية… عمره ما عمل إلا النضال السلمي والحوار الوطني”.
ووجّهت خطابها للرأي العام: “إذا كنتوا حسّيتوا بالحق اللي أحنا حسيناه، بيناتنا الشارع، والشارع السلمي”، مؤكدة أن “النضال هو الحل… النضال هو اللي باش يحرّر المعتقلين السياسيين، والدي، عمي، وأصدقائي”.
وختمت كلمتها بشكر كل من ساند القضية، مشدّدة على أنّ المعركة اليوم هي “معركة حرية”




