الأخبارحقوق

الصغير: “ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن حالة الانغلاق السياسي والتضييق التي تعيشها البلاد”

الحزب الجمهوري بقياداته وقواعده متمسك بدوره التاريخي في مقاومة الاستبداد

في ندوةٍ صحفية طارئة نظمت مساء اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025 اثر ايقاف السياسي المعارض أحمد نجيب الشابي، ندّد القيادي في الحزب الجمهوري وسام الصغير بموجة الاعتقالات التي تشهدها تونس في الفترة الأخيرة، معتبراً أنّ ما يحدث لم يعد أحداثاً معزولة بل أصبح “سياسة ممنهجة لإقصاء الأصوات المعارضة وإفراغ المشهد العام من كلّ من يختلف مع السلطة”.

وقد استهلّ الصغير كلمته بتحية رمزية للمناضلين الراحلين ولرفاق النضال المعتقلين، قبل أن ينتقل للحديث عن التطورات الأخيرة التي شغلت الرأي العام، وفي مقدمتها اعتقال الأستاذ أحمد نجيب الشابي، أحد أبرز رموز المعارضة الديمقراطية في تونس.

واعتبر الصغير أنّ اعتقال الشابي، البالغ من العمر 82 سنة، يعيد إنتاج التهم ذاتها التي لاحقته منذ بدايات نشاطه السياسي في الحركة الطلابية، وعلى رأسها “التآمر على أمن الدولة”.
وقال: “هي التهمة نفسها في بداية مساره النضالي، وها أننا نجدها تتكرر في سنّ متقدمة، في مرحلة يفترض أن تكون فيها البلاد قد تجاوزت هذا الأسلوب من إدارة الاختلاف السياسي.”

وأضاف أنّ الشابي عاش سلسلة طويلة من الاضطهاد السياسي تشمل السجن، والإقامة الجبرية، والمنفى، والمحاكمات المتعددة، دون أن يتراجع يوماً عن قناعاته في الدفاع عن الحريات والحقوق الديمقراطية.

وشدّد الصغير على أنّ ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن “حالة الانغلاق السياسي والتضييق” التي تعيشها البلاد، والتي تجلّت في اعتقال المناضل الحقوقي العياشي الهمامي قبل يومين، ثمّ اختطاف المناضلة شيماء عيسى، وصولاً إلى إيقاف الشابي.

وأكد أنّ هذه الاعتقالات تهدف إلى:

تطويع المشهد العام،

قمع الأصوات المعارضة،

واستهداف الرموز التاريخية للحركة الوطنية الديمقراطية.

وقال: “إنها سياسة لنسف الذاكرة الوطنية… لطمس القامات التي رسمت تاريخ النضال في تونس.”

أكد وسام الصغير أنّ الحزب الجمهوري، بقياداته وقواعده، متمسك بدوره التاريخي في مقاومة الاستبداد، وأنه لن يتخلى عن مسؤولياته مهما كانت الظروف.

وأضاف: “لا يمكن أن نتخلى عن رموزنا وقاماتنا، سواء بقوا في الحزب أو اختاروا مسارات أخرى. هذه مدرسة لا تفرّط في إرثها.”

كما دعا إلى التعقّل وعدم الانجرار وراء خطاب الشيطنة، قائلاً إن التاريخ سيحكم على من هو الحر ومن هو المسجون بالفعل:
“بالنسبة لنا، أحمد نجيب الشابي حرّ، والمسجون الحقيقي هو من يفرض الظلم ويحاكم الناس بلا وجه حق.”

دعوة لإطلاق سراح سجناء الرأي

اختتم الصغير كلمته بتوجيه رسالة للمعتقلين السياسيين كافة، وعلى رأسهم:

أحمد نجيب الشابي

العياشي الهمامي

شيماء عيسى

عصام الشابي

مؤكداً أنّ الحزب الجمهوري سيواصل نضاله “إلى حين إطلاق كلّ سجناء الرأي”، وأنّ معركة الحرية في تونس “لم تنته ولن تتوقف”

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى