الأخبارحقوق

الهرماسي: “تونس تقترب من حالة استبداد كامل والمعارضة مطالبة بتوحيد صفوفها و تجاوز الخلافات الإيديولوجية”

نجاح المعارضة «مرتبط بقدرتها على كسر الجدران العازلة» التي منعت، حسب تعبيره، عملاً مشتركاً فعالاً خلال السنوات الماضية

 

في لقاء جمع عدداً من ممثلي الأحزاب والجمعيات والشخصيات السياسية المستقلة مساء اليوم الاربعاء 3 ديسمبر 2025 بمقر الحزب الجمهوري، قدّم عبد اللطيف الهرماسي، القيادي في الحزب الجمهوري المعارض، تشخيصاً للوضع السياسي والحقوقي في البلاد، معتبراً أنّ تونس تعيش واحدة من أخطر مراحلها منذ الثورة، نتيجة «تراكم الاعتداءات على الحريات» و«تسييس القضاء» و«محاولات إسكات الأصوات المخالفة».

الهرماسي افتتح بالقاء بالتحية للنشطاء السياسيين والحقوقيين الذين «واجهوا المحاكمات الجائرة» خلال السنوات الأخيرة، سواء بموجب المرسوم 54 أو في قضايا التآمر على أمن الدولة، مؤكداً أنّ عدداً منهم «حُرموا من ضمانات المحاكمة العادلة» وحوكموا «بناءً على تهم ملفّقة أو غير ثابتة».

وأشار إلى أنّ ما يحدث يمثل، وفق تقديره، «جريمة تآمر من داخل الدولة نفسها»، تستهدف مكاسب الثورة وفي مقدمتها الحريات والحقوق الأساسية.

وانتقد ما وصفه بـ«تغلغل منطق التعليمات داخل القضاء» وفقدان استقلاليته، مذكّراً بقضية القاضي البشير العكرمي .

وتوقف الهرماسي عند ما اعتبره «تراكم القرارات الفردية» التي مست من المؤسسات الدستورية، وأضعفت مسار الانتقال الديمقراطي بدل إصلاحه، على حد تعبيره. وأكد أن تونس «تقترب مما يشبه حالة استبداد قاسم»، مع استعمال «القوة العامة والخطاب الشعبوي» لتشويه المعارضين وإسكات الأصوات النقدية.

كما انتقد توظيف الإعلام العمومي وملاحقة الإعلام المستقل ومحاصرته، إضافة إلى «سلاح الحملات الرقمية» التي تُستخدم لتشويه المعارضة والحقوقيين وفق قوله.

وتطرّق القيادي بالحزب الجمهوري إلى عدد من القضايا التي طالت شخصيات سياسية وناشطين في المجتمع المدني، سواء في «قضية التآمر» أو القضايا المرتبطة بحرية التعبير.

واعتبر أنّ الأحكام الصادرة في عدد منها «ثقيلة وغير متناسبة»، موجهاً تحية لمن وصفهم بـ«المناضلين القابعين في السجون بسبب آرائهم».

كما توقف عند إيقاف الناشط السياسي نجيب الشابي، معتبراً أنّه يمثل «حلقة جديدة في مسلسل التضييق على المعارضة».

وشدّد الهرماسي على أنّ «المطلوب اليوم ليس اليأس ولا التشكي»، بل توحيد الجهود والمعارضة الديمقراطية لمواجهة ما وصفه بـ«الانحدار الخطير». ودعا جميع القوى السياسية والمدنية إلى «تجاوز الخلافات الإيديولوجية» والتنسيق الميداني للدفاع عن الحريات والحقوق.

وقال إن نجاح المعارضة «مرتبط بقدرتها على كسر الجدران العازلة» التي منعت، حسب تعبيره، عملاً مشتركاً فعالاً خلال السنوات الماضية

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى