فرع المحامين بالقصرين ينظم وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالقصرين الجمعة للدفاع عن استقلال القضاء

نشر الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين، اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025،بيانا اثرعقده اجتماعاً طارئاً بمقره على خلفية إيقاف المحامي والمناضل العياشي الهمامي، تنفيذاً للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بتونس بتاريخ 27 نوفمبر 2025 في ما عُرف بـ”قضية التآمر”.

وقد اعتبر الفرع أنّ هذا الإيقاف يأتي في سياق استهداف الأصوات المعارضة و”اختطاف” كلّ من يعبّر عن مواقف مزعجة للسلطة.

وأعرب الفرع في بيانه عن إدانته القاطعة للحكم الصادر في حق الهمامي وفي حق باقي النشطاء السياسيين، معتبراً أنّ ما حصل يعكس “ارتهان القضاء بيد السلطة التنفيذية وتطويعه لضرب كل نفس معارض”، في تجاوز خطير لقواعد المحاكمة العادلة التي نصت عليها التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية.

وجدد مجلس الفرع تضامنه الكامل مع العياشي الهمامي بوصفه “رمزاً للنضال من أجل الحقوق والحريات”، مؤكداً وقوفه إلى جانب كل المحامين والنشطاء الذين طالتهم الملاحقات القضائية بسبب ممارسة حقهم في التعبير والتنظم، وهي حقوق تعدّ من ركائز دولة القانون.

وحذّر البيان من خطورة ما اعتبره “مواصلة إخضاع القضاء” عبر الإعفاءات الممنهجة ومذكرات العمل وآليات الضغط المختلفة التي تُفرغ السلطة القضائية من استقلاليتها، وتحوّلها إلى “وظيفة بيد سلطة الأمر الواقع تُستخدم لضرب الحريات والتضييق على النشطاء ووصم كل معارض بالتآمر والخيانة”.

ودعا الفرع عميد المحامين ومجلس الهيئة الوطنية إلى الاضطلاع بدور أكثر فاعلية، يتجاوز إصدار البيانات وتوثيق الانتهاكات، نحو بلورة خارطة طريق واضحة لاستعادة الدور التاريخي للمحاماة كحصن من حصون الدفاع عن الحقوق والحريات

وأكد الفرع الجهوي استعداده لخوض جميع الأشكال النضالية القانونية والمشروعة دفاعاً عن الحق في محاكمة عادلة أمام قضاء مستقل، مشدداً على أنّ المحامين “سيصطفّون صفاً واحداً من أجل حماية مهنتهم وصون كرامة المواطن”.
“التاريخ لا يخلّد أسماء الذين بنوا السجون، بل أسماء الذين دخلوها بكرامة؛ فالظلم يحمل بذور فنائه، بينما يحمل المظلومون نوراً ينمو من كل انكسار.”

وفي ذات الصدد أعلن الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالقصرين، وذلك يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 على الساعة التاسعة والنصف صباحاً (09:30).
ودعا كافة المحاميات والمحامين إلى المشاركة بكثافة في هذه الوقفة، باعتبارها محطة نضالية أساسية للدفاع عن استقلال القضاء ورفض توظيفه في الصراعات السياسية.