الأخبارحقوق

تسنيم الغنوشي: “القمع لا يصلح أي شيء.. الحل في الذكاء الجماعي”

"المحاسبة مهمة، لكن الشعبوية تفسدها"

تحدثت الناشطة السياسية وأستاذة الجامعة تسنيم الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال فيديو متداول على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، عن المداهمات التي استهدفت منزلها ومنزل والدها بعد 25 جويلية، مؤكدة أن هذه العمليات تأتي في سياق “معركة سياسية ضد المعارضة” وليس استناداً إلى أي أدلة حقيقية.

وأوضحت الغنوشي أن التهم الموجهة لوالدها ولها “فضفاضة ولا تستند إلى أي دليل ملموس”، مشيرة إلى أن فرق التحقيق لم تجد في منزل راشد الغنوشي أي أموال أو وثائق تشير إلى فساد أو تآمر على الدولة، بل وجدوا “بيوتاً تملأها الكتب والمخطوطات والمقالات العلمية”، مؤكدة أن كل ما يوجد في بيتها هو كتب وأوراق علمية تتعلق بعلم الاجتماع والفلسفة والأدب.

وأكدت أن التهم الأخيرة التي وُجهت لوالدها، والتي أدخلته السجن، تتعلق فقط بالتعبير عن رأيه في مكان عام، وهو ما وصفته بـ”التهمة المضحكة” التي لم تثبت أي تجاوزات أو تهديد للأمن القومي. وأضافت أن المحاولة كانت لاستنزاف والدها، وهو رجل في الثمانين من عمره يتمتع بصحة قوية ونشاط دائم، مؤكدة أن الهدف كان “اغتيال الصورة الرمزية له وإرهاقه ببطء”.

أما عن منزلها، فأوضحت الغنوشي أنه “منزل عادي في الطبقة المتوسطة، لا يمتلك أي شيء غير طبيعي”، مؤكدة أن كل ما يحتويه هو كتب وأوراق علمية وأنشطتها الأكاديمية والمجتمعية، وأضافت: “لو ذهبوا إلى المحجوز لوجدوا أن لا شيء يمكن أن يُبنى عليه أي من التهم الموجهة إليّ أو إلى والدتي”.

وفي جانب آخر من حديثها، أكدت الغنوشي أن عملها في المجتمع المدني منذ عودتها إلى تونس عام 2013 هدفه مواجهة الإحباط الكبير لدى الشباب وإعادة بناء قدراتهم على الحلم والمشاركة في التنمية. وقالت: “السياسة مهمة، والأحزاب مهمة، لكن المجتمع المدني أساسي في بناء الثقافة المواطنية وتقوية قدرات الفرد”.

وحذرت من تحويل المطالبة بالمحاسبة إلى شعبوية، مؤكدة أن “المحاسبة مطلب مشروع، لكن خارج السياق تصبح أداة للقمع”، مضيفة أن الحلول للأزمات الاقتصادية والسياسية في تونس “لن تأتي من العصا أو القمع، بل من العمل الجماعي والذكاء المشترك”.

وختمت الغنوشي حديثها بالقول: “العشر سنوات الأخيرة أثبتت أن لا أحد يمتلك عصا سحرية لحل المشاكل، وأن القمع لا يحل أي أزمة، بل يزيدها تعقيداً ويبعدنا عن أي نوع من الحوار أو التنمية”.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى