تسعى وزارة الصحة إلى تحويل القطاع الصحي من مجرد خدمة علاجية تقليدية إلى منظومة رقمية حديثة تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يعزز العدالة الصحية ويضمن وصول المواطنين إلى خدمات متقدمة في كل المناطق، خاصة الداخلية.
وأشار وزير الصحة، مصطفى الفرجاني في تصريح لتوميديا ، إلى أن الوزارة تعمل على توسيع نطاق خدمات الطب عن بُعد والتصوير الطبي عن بُعد، إلى جانب توفير أجهزة المسح الضوئي (سكانير) بشكل مستمر، ما يمكّن المرضى من الاستفادة من تخصصات نادرة مثل طب الأطفال النفسي، الأمراض الجلدية، أمراض الروماتيزم والسكري، دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة.
وأكد الوزير أن هذه المبادرات تأتي في إطار رؤية رئيس الجمهورية لتطوير منظومة صحية وطنية أكثر عدلاً وفعالية، تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا لتعزيز جودة التشخيص والعلاج. كما أشار إلى اعتماد الجراحة الروبوتية في المستشفيات التونسية ودمج الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، مما يزيد من ثقة المرضى في الخدمات الصحية المقدمة.
في المقابل، أشار الفرجاني إلى تحديات الموارد البشرية، حيث يتم استقبال نحو 900–1000 طبيب سنويًا، بينما يغادر بين 200–250 طبيبًا بسبب التقاعد أو الهجرة، ما يستدعي سياسات جديدة لتحفيز الأطباء والأطر الطبية، وتحسين ظروف العمل، وتوفير معدات حديثة، مع التركيز على التكوين المستمر في مجال التكنولوجيا الطبية.
وشدد الوزير على أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات مستوردة، بل يجب أن تُدار بواسطة كفاءات وطنية قادرة على التحكم في أدوات الذكاء الاصطناعي والجراحة الروبوتية، لضمان أن تكون التقنية في خدمة الطبيب وليس العكس.
واختتم الفرجاني حديثه بالتأكيد على أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي في الصحة ليست رفاهية، بل عنصر استراتيجي لتعزيز متابعة المرضى، ضمان المساواة في الخدمات الصحية، وتحسين جودة حياة المواطنين




