حذّرت السيدة الهمامي، عضو المكتب التنفيذي الموسّع لنقابة الصحفيين التونسيين اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025، من الوضع الخطير الذي تعيشه المؤسسات الإعلامية في تونس، معتبرة أن القطاع يمرّ بمرحلة “غير مسبوقة” من التضييقات، تهدّد بقاء عدد من وسائل الإعلام وتهدّد في الوقت نفسه حقّ الجمهور في النفاذ إلى المعلومة.
وقالت الهمامي إن تونس “فقدت مؤسسات إعلامية عريقة” كانت تمثّل جزءًا من الذاكرة المهنية للصحفيين، مشيرة إلى أن مشاهد الإغلاق تتكرّر بوتيرة مقلقة. وأضافت: “اليوم، مؤسسات إعلامية تغلق واحدة تلوى الأخرى… وخسرنا مؤسسات ذات قيمة كبيرة، منها شمس أف أم، وغيرها من المنابر التي لم تعد موجودة في المشهد”.
وأوضحت أن بعض القنوات تحوّلت إلى “بوتيكات” بعيدة عن دورها الحقيقي، نتيجة الضغوطات الاقتصادية والسياسية التي جعلت جزءًا من المؤسسات رهينة مصالح ضيقة. كما تحدّثت عن تراجع الموارد الإشهارية، مؤكّدة أن “سوق الاشهار” الذي كان يمثّل متنفسًا لعدد من الوسائل أصبح هو الآخر خاضعًا لضغوطات تُهدّد ديمومة المؤسسات.
واعتبرت الهمامي أن الوضع لم يعد يقتصر على التضييق على حرية التعبير فقط، بل وصل إلى حدّ “خنق الصحفيين في أرزاقهم”، قائلة: “اليوم يتم ابتزاز الصحفيين… حتى أجرهم لم يعد مضمونا”. وأضافت أن أي صحفي يرفع صوته يجد نفسه في مواجهة “54 سبب و54 قضية و54 باب سجن مفتوح”.
و شدّدت الهمامي على أن الصحفيين متمسّكون بأداء رسالتهم، وأن النقابة لن تتراجع عن الدفاع عن حرية الإعلام، مضيفة: “ليس لدينا خيار، لا كصحفيين ولا كمواطنين. اليوم الصحافة التونسية مهما غلقت الأبواب، ستعيش”.
وختمت الهمامي رسالتها بالتأكيد على أن حرية الصحافة مكسب لن يتراجع عنه الصحفيون:
“الصحافة ليست خيانة… الصحافيون هم الوطن. ساندنا كل القطاعات وكل قضايا المجتمع، واليوم نقف دفاعًا عن بقائنا. هذه مرحلة وستمر، كما مرت مراحل أصعب. وستعيش الصحافة التونسية.
Authors
