أنترفيووطنية

بن حامد لتوميديا: 7200 طبيب داخلي ومقيم يعملون في ظروف مهينة… والهجرة أصبحت الحلّ الوحيد أمام الآلاف

تراجع وزارة الصحة عن بند الزيادة الخصوصية المقدّرة بـ400 دينار، والتي تم الاتفاق حولها بعد اجتماعات مع الوزير نفسه

جدّد عبد الوهّاب بن حامد، الكاتب العام للمنظمة التونسية للأطباء الشبان لتوميديا، تحذيراته من التدهور غير المسبوق الذي يشهده قطاع الصحة العمومية، متهماً وزارة الصحة والهيئة الوطنية لعمادة الأطباء بـ التراجع عن تنفيذ اتفاق 3 جويلية الذي اعتبره “اتفاقاً وطنياً كان يمكن أن يخفّف كثيراً من حالة الإحباط والاكتئاب التي يعيشها الأطباء الشبان”.

وقال بن حامد، إنّ الوزارة والعمادة التفّتا على بنود الاتفاق وتخلّتا عنه بالكامل، معتبراً ذلك “تخلياً عن الأطباء الشبان، وتخلياً عن مستقبل القطاع الصحي العمومي”.

وأوضح أن الاتفاق تضمّن خلاص حصص الاستمرار بداية من شهر جويلية، وتسوية “كل المتخلدات بالذمّة” خلال شهر أوت. ورغم ذلك، ما يزال “أطبّاء من دفعة 2020 لم يحصلوا إلى اليوم على مستحقاتهم”، كما توجد “حصص استمرار تُنجَز خارج الأطر القانونية ودون تسجيل رسمي”.

وشدّد بن حامد على أن الأطباء الشبان لا يرفضون أداء الخدمة المدنية، لكنّهم يطالبون بتطبيق الحالات الاستثنائية التي تم الاتفاق عليها، على غرار وضعيات الطبيبات الحوامل، والمرضعات، والمصابين بأمراض مزمنة، ومن لهم وضعيات اجتماعية حرجة. وأضاف أن الوزارة “نكرت ما أمضته”، وفرضت على بعض الطبيبات الحوامل العمل في أكثر من مرفق استشفائي في ظروف قاسية.

كما كشف عن تراجع وزارة الصحة عن بند الزيادة الخصوصية المقدّرة بـ400 دينار، والتي تم الاتفاق حولها بعد اجتماعات مع الوزير نفسه، معتبراً أن ربط هذه الزيادة بالزيادات العامة “تلاعب صريح”، لأن المطالبة كانت متعلّقة أساساً بمنح السكن والأكل التي أصبحت لا تليق بظروف العمل وفي ظل تدهور القدرة الشرائية.

ووجّه الكاتب العام للمنظمة انتقادات حادّة للوضع داخل المستشفيات العمومية، مؤكداً أن “الكارثة أصبحت واقعاً يومياً”:

مستشفيات بدون أبسط وسائل التحليل (“ريـاكتيف”).

أقسام تعمل دون تجهيزات تصوير طبي.

ضغط مهول على الأقسام التعليمية، على غرار قسم طب الأطفال بسوسة وصفاقس، حيث “يصل عدد الأطفال في قسم الجروم إلى أربعين في غرفة واحدة”.

وأشار إلى أنّ النزيف البشري في القطاع بلغ مستويات خطيرة، حيث “غادر 1600 من أصل 1900 طبيب سنة 2025 نحو الهجرة”، وفق قوله، معتبراً أنّ “هذا الرقم يعكس انهيار الثقة في المنظومة الصحية وتخلي الدولة عن كوادرها”.

ودعا بن حامد رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى تدخّل مباشر لإنقاذ الأطباء الشبان ومن ورائهم قطاع الصحة العمومية، مؤكداً أنّ المنظمة “لم ولن تتراجع عن الدفاع عن حقوق منظوريها”، وأن الأطباء الشبان “متمسكون بنضالهم مهما طال”.

وختم قائلاً: “نحن أبناء الصحة العمومية، ندين لها بتكويننا وتضحياتنا… ورغم كل شيء، لسنا مستسلمين، ما بقي الزعتر والزيتون”.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى