في جلسة عامة لمناقشة ميزانية مهمة النقل، وجّهت النائبة سُنية بن مبروك انتقادات حادة لمسؤولي القطاع، معتبرة أن تونس تواجه انهيارًا شبه كامل في النقل البري والبحري والجوي.
وافتتحت بن مبروك مداخلتها بالترحم على ضحايا حادثة انقلاب قطار الفوسفات في الجنوب، التي أودت بحياة مساعد السائق وأدت إلى إصابات خطيرة، معتبرة الحادثة “نتيجة منظومة مهترئة وإهمال ممنهج، وليست مجرد حادث عرضي”.
وأكدت أن الفساد والإهمال المستشري في إدارة المرافق العامة جعل القطاع عاجزًا عن حماية الأرواح وضمان سلامة التجهيزات، مشيرة إلى أن وعود الإصلاح المتكررة لم تتغير واقع النقل، وأن السياسات الحالية تعطي انطباعًا بالتبرير والارتجال في إدارة الأزمات.
وشددت على ضرورة فتح تحقيق مستقل لكشف المسؤوليات عن الإهمال، ومحاسبة كل من تورط في تقصير أو فساد، إضافة إلى تنفيذ خطة عاجلة لإعادة تأهيل السكك الحديدية، ومراجعة عقود الصيانة ووضع منظومة مراقبة رقمية. كما طالبت بمنح تعويضات عادلة لعائلة مساعد السائق واعتباره شهيد واجب.
وفيما يخص النقل البحري والجوي، انتقدت بن مبروك استمرار الإخلالات في السفن ومطارات البلاد، محذرة من أن استمرار الإهمال سيقود إلى فضائح أكبر ويضر بالاقتصاد الوطني، مطالبة بتغيير جذري في آليات الرقابة والإدارة وإعادة هيكلة القطاعات المتدهورة قبل أن تتحول الأزمات إلى كوارث أكبر.
واختتمت بالقول إن الشعب اليوم يريد أسماء المسؤولين عن الإهمال، وأن السكوت الرسمي لم يعد مقبولًا، داعية إلى وضع خطة إصلاح شاملة وعاجلة قبل فوات الأوان
كاتب
