خلال مناقشة ميزانية وزارة الشباب والرياضة لسنة 2026، أثارت النائبة سنية بن مبروك قضية تدهور الرياضة التونسية بكل صراحة، مؤكدة أن الأموال الكبيرة المخصصة للقطاع لم تُترجم إلى مشاريع فعلية على الأرض.
وقالت بن مبروك إن ميزانية الوزارة تجاوزت الألف مليار دينار، بزيادة 7.3% عن السنة الماضية، إلا أن الملاعب والمنشآت الرياضية في المدن الكبرى مثل رادس وسوسة والمنزة وسوسة الرياضية ما تزال مغلقة أو متوقفة عن العمل، والعديد منها يشهد انهيارًا واضحًا.
وأشارت النائبة إلى أن مشاريع ضخمة مثل إنشاء 50 ملعب حي قد تمت برمجتها على عقود زمنية تصل لعشرات السنين، في حين أن الأطر الشبابية والبرامج الرياضية تكاد تكون معدومة، والرياضة المدرسية تعاني نقصًا كبيرًا في التجهيزات والمرافق، ما يحول دون اكتشاف المواهب الجديدة.
كما انتقدت بن مبروك الهجرة المستمرة للرياضيين الموهوبين نحو الخارج، بما في ذلك الخليج، نتيجة الإهمال وعدم توفر الدعم الكافي لهم، مشيرة إلى أن البطلات والأبطال الوطنيين في الرياضات الفردية والجماعية لا يجدون أي حماية أو تقدير من الدولة.
وحذرت من أن الوزارة تركز على السفرات والندوات وتجديد أسطول السيارات بدل الاستثمار في الرياضة الفعلية، مطالبة بتقديم تقرير مالي مفصل حول أسطول السيارات الإدارية وتوضيح نفقاتها ومعايير استخدامها.
واختتمت مداخلتها بالإشادة بجمعيات محلية مثل النجم الأولمبي بالكرم، لدورها في دعم الشباب وحماية الأطفال، معتبرة أن الدولة لم تؤدِ دورها بالشكل المطلوب في هذا المجال، ودعت إلى تدخل عاجل لدعم الشباب في الأحياء الأكثر تهميشًا مثل حي عزيزة وحديقة كرتاج وعين زغوين.
وأكدت النائبة أن الوقت لم يعد يسمح بالمبررات، وأن الرياضة التونسية تحتاج إلى خطة إنقاذ حقيقية، شفافة، وقابلة للتطبيق، تحمي الرصيد البشري الوطني وتنهض بالمرافق الرياضية المدرسية والجماعية، بعيدًا عن الهدر الإداري والمالي




