الأخباروطنية

الجابري: لا تراجع عن مكاسب المرأة التونسية… ومخطط وطني لتعزيز التماسك الأسري وتنمية الطفولة المبكرة

برامج جديدة، تشريعات مرتقبة، وتوسّع في مراكز الرعاية والخدمات الميدانية

أكدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أسماء الجابري خلال جلسة مناقشة مهمة الوزارة لسنة 2026 أمام مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم، أنّ الوزارة تعمل في إطار رؤية تشاركية مع السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق مقاصد البناء الاجتماعي التي يقودها رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مشدّدة على أن الأسرة التونسية تواجه تحولات عميقة تستوجب سياسات جديدة ومراجعات هيكلية.
حماية الأسرة: خطة وطنية ومحور أول يدخل التنفيذ في 2026
بيّنت الوزيرة أنّ الإحصائيات الأخيرة تُظهر ارتفاعًا في مؤشر الشيخوخة وتراجعًا في نسبة الأطفال، إضافة إلى تفاقم ظواهر الطلاق، العنف، التسرب المدرسي، والانحراف.
ولهذا، وضعت الوزارة خطة وطنية لدعم التماسك الأسري ترتكز على ستة محاور، سيتم خلال سنة 2026 إطلاق محورها الأول:
البرنامج الوطني للإعداد والتأهيل الزوجي والأسري بهدف ترسيخ مؤسسة الزواج والحدّ من الخلافات التي تؤدي إلى الطلاق.
كما أعلنت الجابري أنّ الوزارة تعمل على إعداد مشاريع قوانين جديدة تشمل:
نظام جديد للنفقة
إصلاح آليات الطلاق
إرساء نظام شامل للتوفيق الأسري وذلك لتقليل الخلافات والتدخل قبل بلوغ مرحلة الانفصال حفاظًا على مصلحة الأطفال.
المرأة: مكتسبات ثابتة وبرامج اقتصادية لتعزيز دورها
شددت الجابري قائلة: “لا تراجع عن مكاسب المرأة التونسية”، معتبرة تونس «قلعة للريادة النسائية».
وأوضحت أن نسبة صاحبات المؤسسات لا تتجاوز اليوم 12%، مقابل 30% عالميًا، لذلك تم إعداد استراتيجية وطنية لريادة الأعمال النسائية 2035 تشمل المرافقة والتسويق والتكوين.
كما قدّم برنامج رائدات إلى اليوم أكثر من 6000 مشروع نسائي وخلق حوالي 12 ألف موطن شغل مباشر.
وأعلنت الوزيرة الترفيع في اعتمادات 2026 بنسبة 10,7% قصد تمويل 1000 مؤسسة نسائية جديدة، إضافة إلى تخصيص 9 ملايين دينار للنساء ضحايا العنف، والأمهات المهدد أطفالهن بالانقطاع المدرسي، والعاملات الفلاحيات.
العنف ضد المرأة: تغيير في المقاربة وتوسّع في الخدمات
أبرزت الجابري أن تقييم قانون 58 لسنة 2017 كشف غياب الجانب الوقائي في السنوات الماضية، لذلك أطلقت الوزارة منذ أكتوبر 2025 برنامجًا وطنيًا للوقاية والحماية بالتوازي مع الخدمات العلاجية.
وأعلنت عن:
التوسّع في مراكز الإيواء للنساء ضحايا العنف
تعزيز الخط الأخضر 1899
تكوين أكثر من 5000 امرأة في مجالات التوعية القانونية والاجتماعية
توسيع الخدمات في الوسط الريفي
الطفولة: استراتيجية جديدة وعناية خاصة بذوي طيف التوحّد
اعتبرت الوزيرة أن الطفولة هي «اللبنة الأساسية لبناء المجتمع»، مشيرة إلى أن الوزارة ستطلق خلال سنة 2026:
الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة 2026 – 2035
خطة وطنية لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تشمل التشخيص المبكر والتربية الشاملة والإدماج الاجتماعي والاقتصادي
مراجعة كراسات شروط رياض ومحاضن الأطفال لتوحيد المعايير وتسهيل الاستثمار
كما بيّنت أن نسبة التغطية بخدمات الطفولة المبكرة لا تتجاوز 1.29%، وعدد الأطفال في المحاضن لا يفوق 7000 طفل، في حين تتجاوز الولادات السنوية 60 ألف مولود.
ولمواجهة ظاهرة “الحضانات المنزلية” غير القانونية، يجري إعداد كراس شروط لتنظيم الحضانة في البيوت.
مكافحة المخاطر: من الإدمان إلى العنف الرقمي
أعلنت الجابري عن إطلاق:
خطة وطنية لحماية الأطفال في الفضاء الرقمي
ميثاق وطني لتفعيل الرقابة الأبوية بالشراكة مع وزارة تكنولوجيا الاتصال
خطة وطنية للوقاية من المخدرات في صفوف الأطفال واليافعين
برنامج للتصدي لظاهرة تسوّل الأطفال التي باتت تتخذ طابعًا منظمًا في بعض الحالات
البنية التحتية: رياض جديدة، نوادٍ متنقلة، ومشاريع في أغلب الولايات
استعرضت الوزيرة قائمة طويلة من المشاريع الجهوية المُبرمجة أو التي انطلقت أشغالها في مجال رياض الأطفال، مركبات الطفولة، النوادي المتنقلة، وتجهيز المراكز، مؤكدة أن هذه المنشآت تمثل «رافعة للحدّ من الفوارق بين الجهات».
كبار السن: تحديث الإطار التشريعي وتعزيز الرعاية المنزلية
أكّدت الجابري أن الوزارة بصدد مراجعة القانون 114 لسنة 1994 وإعداد كراسات شروط جديدة لمؤسسات رعاية المسنين.
كما سيتم:
الترفيع في عدد الفرق المتنقلة للرعاية المنزلية إلى 56 فريقًا
تطوير الخط الأخضر 1833
استكمال أشغال مؤسسات رعاية جديدة في بيجة ومنوبة وسليانة
استغلال مراكز القصرين والقيروان قبل نهاية 2025
الانتدابات: ارتفاع غير مسبوق في خطط التشغيل
تطرقت الوزيرة بإسهاب لمسألة الانتدابات، معلنة:
ترسيم 412 خطة انتداب لسنة 2026 مقابل 95 فقط في 2025
انتداب خريجي معهد درمَش في مناظرة 2025 وإدماجهم قريبًا
فتح مناظرتين جديدتين لمتفقدي الشباب والطفولة
انتداب أخصائيين اجتماعيين ونفسيين لدعم الخطوط والمؤسسات

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى