الأخبارحقوق

بلحاج من سجنه بسليانة/ “أدعو للتحرك العاجل لتحرير القضاء من قبضة السلطة”

السجين السياسي رضا بلحاج يلعن تضامنه التام مع زميله جوهر بن مبارك من خلال إعلان الدخول في إضراب جوع تضامني معه منذ 8 نوفمبر الجاري

انتقد السجين السياسي رضا بلحاج، اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، الحالة التي يعيشها القضاء في تونس، مؤكدا أنه “يعيش اليوم أسوأ حالاته منذ الاستقلال”، أعاد التونسيين إلى عصور الظلمات والقرون الوسطى، وفق تعبيره. حين كانت المحاكمات تُجرى في غياب المُتهم، وتُخفى هويات شهود الإثبات الذين يُستعملون لإدانة الخصوم، وتُصدر الأحكام وفق أهواء الملك أو بطانته وباسمه طبق المرسوم الملكي لسنة 1776.

واعلن بلحاج في رسالة له من محبسة بسجن سليانة، بضامنه التام مع السجين السياسي المضرب عن الطعام جوهر بن مبارك، وأنه دخل في إضراب جوع تضامني معه منذ يوم 8 نوفمبر احتجاجًا على استمرار المظلمة المسلطة علينا وعلى جميع السجناء السياسيين، على اختلاف توجهاتهم. معلنا مقاطعته جلسة المحاكمة عن بعد مع تمسكه بالحضور، داعيا المحامين الذين ينوبون عنه بالتخلي عن نيابته في صورة إصرار المحكمة على مواصلة النظر عن بعد. داعيا للتحرك العاجل لتحرير القضاء من قبضة السلطة، وتمكين المحاماة من أداء دورها الطبيعي في صون سيادة القانون وضمان العدالة. مُجددا

وذكر السجين السياسي رضا بلحاج بأن المرفق القضائي في تونس لم يتغير إلا بعد قيام الثورة الفرنسية، بصدور المجلة الجزائية سنة 1810 وتنقيحها سنة 1848، حيث أرست أسس العدالة الحديثة، وضمنَت استقلال القضاء، فأصبح حضور المتهم مقدسا وفرضت علنية المحاكمات وضمان حقوق الدفاع وخاصة مبدأ حق المواجهة والمكافحة.

وعبر السجين السياسي رضا بلحاج أنه وبعد كل هذه السنوات يقع خرق كل القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالعدالة واستقلال القضاء، يجري نسف تلك المبادئ والمعايير وذلك بالإصرارعلى محاكمتنا عن بعد لطمس الحقائق في مخالفة صارخة لأحكام القوانين التي وضعت شروطا دقيقة لها. وتحول الأمر معها إلى الإمعان في التنكيل بالخصوم السياسيين والتشفي بهم، تستهدف كلّ المكتسبات الحقوقية، وتضرب في الصميم الحريات العامة والفردية، وتفرض على البلاد حالةً من التصحر الحقوقي والسياسي في شتى المجالات.

ورأى بلحاج أن الهدف من هذه الممارسات لا يقتصر على كسر إرادة السجناء فحسب بل يتجاوز ذلك إلى تركيع كل القوى الاجتماعية والمدنية، وبثّ الخوف والرعب في صفوف مناضليها. وهو ما يهدد الدولة ومؤسساتها، ويقوّض مفهوم المواطنة والمساواة، ويهدد تماسك الشعب ووحدته ومستقبل الأجيال المقبلة، يفرض علينا جميعًا عدم مهادنته، بل مقاومته بكل الوسائل القانونية والشرعية المتاحة.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى