أكد راجح الخميري، المكلف بالتعاون الدولي في الاتحاد الأوروبي بتونس لتوميديا، أن برنامج موبي دوك (MobiDoc) يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وتونس في مجال البحث العلمي والابتكار، مشيرًا إلى دوره البارز في ربط البحوث الأكاديمية بحاجيات المؤسسات الاقتصادية والمجتمع المدني، وتعزيز فرص إدماج الدكاترة وطلبة الدكتوراه في النسيج الإنتاجي الوطني.
وأوضح الخميري أن البرنامج تمّ إحداثه سنة 2012 في إطار شراكة بين الاتحاد الأوروبي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتعاون مع الوكالة الوطنية للنهوض بالبحث العلمي (ANPR)، بهدف تشجيع المقاربة التطبيقية في البحوث الجامعية وتوجيهها نحو حلول عملية تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن برنامج “موبي دوك” وفر منذ انطلاقه فضاءً للتلاقي بين الباحثين والمؤسسات الاقتصادية، حيث أتاح للدكاترة وطلبة الدكتوراه إمكانية المشاركة في مشاريع بحثية داخل مؤسسات صناعية أو إنتاجية تسعى إلى تطوير قدراتها عبر البحث العلمي والتجديد التكنولوجي.
وبيّن أن البرنامج شهد على مدى سنواته سلسلة من المشاريع الممولة ضمن برامج مختلفة، بدأت بـ PASRI سنة 2012، ثم EMORI سنة 2017، تلتها برامج PROMES سنة 2019، وSOFI سنة 2021، وصولًا إلى البرنامج الجديد ARS الذي أُطلق مؤخرًا وسيمتد على مدى ثلاث سنوات إضافية.
وفي سياق هذا التطور، تمّ الإعلان عن النسخة الجديدة من البرنامج تحت اسم “موبي دوك جرين” (MobiDoc Green)، وهي موجهة خصيصًا لدعم البحوث والمشاريع ذات الصلة بالبيئة والمناخ، بما ينسجم مع أولويات تونس في مجال الانتقال البيئي والتنمية المستدامة.
وذكر الخميري أن الدورة الجديدة ستشمل 75 منحة بحثية تم اختيارها وفق أولويات وطنية في مجالات مثل الاقتصاد الدائري، التصرف في النفايات والرسكلة، الطاقات المتجددة، التغيرات المناخية، وحماية المحيط.
وختم بالتأكيد على أن هذه المبادرة تمثل توجهًا استراتيجيًا يهدف إلى جعل الجامعة التونسية فاعلًا محوريًا في التنمية الوطنية، وتحويل البحث العلمي إلى قيمة اقتصادية مضافة، إلى جانب تثمين طاقات الباحثين الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم في التشغيل والإبداع ضمن المؤسسات الاقتصادية والمجتمعية.



