وجّه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من معتقل المرناقية رسالة إلى “كل الأحرار” في تونس وخارجها، عبّر من خلالها عن تضامنه مع المناضل جوهر بن مبارك، الذي يخوض إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله، مؤكداً أن “جوهر ليس وحده”، وأن قضيته تتجاوز الانتماءات الفكرية والسياسية لتصبح “قضية حرية وكرامة لكل التونسيين”.
الغنوشي، الذي أعلن بدوره خوض إضراب تضامني رغم وضعه الصحي الحرج، اعتبر أن استمرار اعتقال شخصيات سياسية معارضة مثل جوهر بن مبارك وعصام الشابي يعبّر عن “ثورة مضادة” لثورة الحرية والكرامة التي انطلقت في 17 ديسمبر 2010 وتوّجت في 14 جانفي 2011، متهماً السلطة الحالية بـ”محاكمات صورية لا تتوفر فيها أدنى مقومات العدالة”.
الرسالة التي دوّنها الغنوشي لم تقتصر على الإدانة، بل وجّهت نداءً جامعاً إلى مختلف التيارات الفكرية والسياسية من إسلاميين ويساريين وقوميين وليبراليين، مؤكداً أن الوقت قد حان لتجاوز “إرث الصراعات الأيديولوجية التي ورثناها من سبعينات وثمانينات القرن الماضي”، قائلاً: “قد شاب من كان شاباً آنذاك، وآن الأوان أن تُطوى تلك الصفحة، لأن تونس اليوم في خطر”.
كما دعا الغنوشي في رسالته إلى التمسك بوحدة الصف الوطني دفاعاً عن القيم الأساسية التي جمعت التونسيين في ثورتهم: الحرية والعدالة والكرامة، مؤكداً أن “الحرية لا تقبل الإقصاء”، وأن “صمت العالم عن القتل البطيء للمناضلين جريمة لا تُغتفر”.
وختم الغنوشي رسالته بنداء مفتوح لكل المناضلين من مختلف المشارب: “تونس تناديكم إلى طيّ ملف الصراعات والتجنّد للدفاع عنها… الحرية للجميع، لا مكان فيها للإقصاء. عاشت تونس حرّة عادلة للجميع.”




