الأخباروطنية

مصدّق :«جوهر قال لي لن أعيش في السجن وأنا مظلوم… لن أرضى بالظلمة»

لاحظت تدهورًا حادًّا في وضعه الصحي: «لم أتعرف اليه، وجهه متغير، لم يعد يستطيع الكلام ، يحسّ بأوجاع في كليتيه وبطنه، جسمه يرتعش، فمه يابس، حتى عيناه لا تتحركان»

كشفت دليلة مصدّق، شقيقة  والناشط السياسي السجين  جوهر بن مبارك، عن تفاصيل حالته الصحية والنفسية داخل السجن، متهمة السلطات بـ”الإهمال المتعمّد” و”التعذيب الصامت” الذي يتعرض له شقيقها وعدد من المعتقلين السياسيين.
وقالت مصدق، في تسجيل صوتي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، إنها زارت شقيقها مؤخرًا ولاحظت تدهورًا حادًّا في وضعه الصحي: «لم أتعرف اليه، وجهه متغير، لم يعد يستطيع الكلام ، يحسّ بأوجاع في كليتيه وبطنه، جسمه يرتعش، فمه يابس، حتى عيناه لا تتحركان».
وأضافت وهي تغالب دموعها: «قال لي لن أعيش في السجن وأنا مظلوم… لن أرضى بالظلمة».
هذه الكلمات، التي تمزج الألم باليأس، لخصت حجم المعاناة التي يعيشها جوهر بن مبارك، أستاذ القانون الدستوري المعروف، والمعتقل منذ أكثر من عام على خلفية قضايا تصفها عائلته بـ”السياسية والملفقة”.
و بحسب رواية دليلة مصدّق في ذات الفيديو المنشور، فإن إدارة السجن ترفض نقل شقيقها إلى المستشفى رغم وضوح تدهور حالته. «قالوا لي هو اللذي لا يريد الذهاب المستشفى كيف ذلك؟ رجل بالكاد يسمع ويعيي، لم يعد قادرا على التحكم في نفسه».
وأضافت: «ثلاثة أيام لم يدخل المرحاض، والبارحة عندما دخل الحمام نزل منه الدم. طلبت مقابلة المدير، قالو لي غير موجود. أرسلو لي ضابط بكل برود قال لي: هو الذي يرفض العلاج!».
شهادة دليلة تفتح ملفًّا واسعًا حول الحق في العلاج داخل السجون التونسية، وهو حقّ يكفله الدستور والقوانين الوطنية والمعاهدات الدولية، لكن يبدو أنه يُهدر يوميًا وسط غياب المساءلة.
و في حديثها، وجّهت دليلة مصدّق نداءً مؤثرًا إلى زملاء شقيقها من أساتذة القانون وطلبته قائلة: «أين أنتم؟ أستاذكم الذي كان سببا في حبكم للقانون، الذي علمكم معنى العدالة، اليوم ينهار في السجن، وانتم صامتون!».
وأضافت بمرارة: «هل هان عليكم جوهر لهذه الدرجة؟ بلادنا تحطّم في أولادها الذين يحبونها، و لا تحب فيهم الصادق، تحب المنافق والسارق».

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى