
استغرب الناشط السياسي و الوزير الأسبق فوزي عبد الرحمان من الوضعية التي أصبح عليها النظام القضائي في تونس ونزوع المحاكم في السنوات الأخيرة في قضايا الرأي إلى محاكمات عن بعد يعبر أفضل تعبير على حرج السلطة القضائية و من ورائها السلطة السياسية المتحكمة في القضاء أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي المتابع لهذه القضايا.
و ندد عبد الرحمان في تدوينة نشرها اليوم السبت 01 نوفمبر على صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك”، بالمحاكمات الظالمة والتي لا تستجيد لأدنى معايير المحاكمة العادلة وفق تقديره.
مبينا أن كافة التونسيين شاهدوا المظاهرات أمام قصر العدالة لمجموعات تطالب بسراح السجينة السياسية و رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي الماثلة أمام محكمة الإستئناف بتونس في قضية رفعتها ضدها هيئة الإنتخابات، و مجموعة ثانية تطالب بإطلاق سراح السجين السياسي و القاضي الإداري السابق و المحامي أحمد صواب الذي يحاكم من أجل تصريح في محاكمة إنتفت فيها أبسط مقومات المحاكمة العادلة إجرائيا و قضائيا و التي صدر فيها حكم تجاوز المعقول بخمس سنين و مراقبة إدارية بثلاث سنين.
و أكد عبد الرحمان أن التونسيين يعيشون اليوم أسوأ و أحزن فترة في منظومة فشلت كل نخب البلاد لإصلاحها و أصبحت مهنة القضاء السامية و النبيلة وظيفة لسان حالها و شعارها “تبكي أمو!” بحسب تعبيره. متسائلا عن كم الظلم الموجود بمؤسسات القضاء و لماذا لا يقاومها التونسيين بدل خضوعهم للعبودية الطوعية وفق تقديره، وهل بمقدور الشعب إصلاح المنظومة المستعصية على كل إصلاح و أنقاذها من براثن الإستباحة و التوظيف و جعلها سلطة يفتخرون بها. مشيرا في ذات الوقت إلى أن “قوس الإستبداد سينتهي عاجلا ام آجلا في يوما ما”
وفي ما يلي التدوينة الرسمية للناشط السياسي و الوزير الأسبق فوزي عبد الرحمان:
يوم الأمس.
و على بعد عشرات أمتار و أمام ما يسمى بقصر العدالة مجموعة تطالب بسراح عبير موسي الماثلة أمام محكمة الإستئناف بتونس في قضية رفعتها ضدها هيئة الإنتخابات، و مجموعة ثانية تطالب بإطلاق سراح القاضي الإداري السابق و المحامي أحمد صواب المحاكم ظلما من أجل تصريح في محاكمة إنتفت فيها أبسط مقومات المحاكمة العادلة إجرائيا و قضائيا و التي صدر فيها حكم تجاوز المعقول بخمس سنين و مراقبة إدارية بثلاث سنين ..
و لعل نزوع المحاكم في قضايا الرأي إلى محاكمات عن بعد يعبر أفضل تعبير على حرج السلطة القضائية و من ورائها السلطة السياسية المتحكمة في القضاء أمام الرأي العام الداخلي و الخارجي المتابع لهذه القضايا.
إننا نعيش اليوم أسوأ و أحزن فترة في منظومة فشلت كل نخب البلاد لإصلاحها و أصبحت مهنة القضاء السامية و النبيلة وظيفة لسان حالها و شعارها “تبكي أمو!” .
سيغلق قوس الإستبداد عاجلا ام آجلا يوما و سنبقى نسأل : لماذا كل هذا الظلم ؟ هل نفع سابقا لينفع اليوم ؟ و كيف سنقاوم هذا العقل الخاضع العبودية طوعية تحرم في حق العباد و البلاد و كيف سنصلح هذه المنظومة المستعصية على كل إصلاح و ننقذها من براثن الإستباحة و التوظيف و نجعلها سلطة نفتخر بها ؟
و في إنتظار تلك الإجابة دعوني أطرح سؤالا تبادر إلى ذهني البارحة : لماذا وقفتان على بعد بضعة أمتار ؟ لما لا وقفة واحدة فيها دفاع عن كل مساجين الرأي ؟ أليست القضية واحدة ؟




