الأخبارعالمية

تواصل نزوح المئات من الفاشر وقوات الدعم السريع تعترف بوقوع بعض الانتهاكات

اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الإفريقي تدين بشدة ما وصفتها بالانتهاكات الخطيرة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان

وصل حوالي 650  نازحا من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان، إلى منطقة الدَبّة التابعة للولاية الشمالية شمالي البلاد، في أوضاع إنسانية صعبة، وفق ما أكدته شبكة أطباء السودان، في وقت ألقت فيه قوات الدعم السريع القبض على  عدد من منسوبيها متهمين بارتكاب انتهاكات. بحسب ما أوردته قناة الجزيرة الإخبارية.

وقالت الشبكة -في بيان- إن النازحين وصلوا إلى الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر جراء المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع بالفاشر، وفق نص البيان. مضيفة أن النازحين الذين وصلوا الدَبّة يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية، تتمثل في انعدام المأوى، والنقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خصوصا المتعلقة بالأطفال والنساء وكبار السن، حسب البيان.

وقد ناشدت شبكة أطباء السودان، السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، بالتحرك العاجل لتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة لهؤلاء النازحين، على حد قولها.

في الأثناء، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تفاقم أوضاع المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أكثر من 500 يوم. موضحا أن المدنيين المحاصرين يواجهون أوضاعا إنسانية مروعة حيث يترك الناس هناك ضحية للجوع والعطش. عاديا جميع الأطراف إلى السماح الفوري والآمن بدخول المساعدات الإنسانية.

ووصف المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور آدم رُجَالْ الوضع في مدينة “طويلة” التي نزح إليها مئات الآلاف من مدينة الفاشر بالمروع. ووصف أوضاع النازحين، في المدينة بالمزرية والمتفاقمة مع كل يوم جديد، مشيرا إلى أنهم يعانون النقص الحاد في الماء والغذاء والمأوى، وبينهم من يعانون الأمراض المختلفة وسوء التغذية والإصابات المتفاوتة بسبب القصف الذي تعرضت له الفاشر طوال فترة حصارها.

في سياق متصل، ورغم مرور نحو أسبوع على سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان، فإن التقارير لا تزال تتوالى عن تعرض المدنيين هناك إلى انتهاكات مروعة وهجمات وحشية.

وحسب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإن نحو 62 ألف شخص هُجّروا حتى الآن من مدينة الفاشر ومحيطها.

في المقابل، قال الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قوات الدعم السريع لا تنكر أن هناك انتهاكات من أفراد، مضيفا أنها لا تمثل قوات الدعم السريع، وفق تعبيره. مؤكدا أن قواته ألقت القبض على كثيرين من منسوبيها متهمين بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين بالفاشر.

هذا، وقد أدانت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، التابعة للاتحاد الإفريقي، ما وصفتها بالانتهاكات الخطيرة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان. مؤكدة في ختام دورتها التي انعقدت في العاصمة الغامبية بانجول، عن تمديد تفويض بعثة تقصي الحقائق الإفريقية بالسودان لمدة 6 أشهر إضافية، في استجابة لتدهور الوضع الإنساني واستمرار الجرائم بحق المدنيين.

يذكر أن السودان يشهد منذ شهر أفريل 2023، حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

وحاليا، باتت قوات الدعم السريع تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى