أعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن بالغ قلقها إزاء التطورات المأساوية الجارية في مدينتي الفاشر بولاية شمال دارفور وبارا بشمال كردفان، وذلك عقب التقارير المتواترة عن عمليات قتل جماعي وانتهاكات خطيرة بحق المدنيين عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينتين.
وقالت النقابة في بيان رسمي صادر اليوم، إنها تتابع “الأنباء والمشاهد المروّعة القادمة من الفاشر، والتي تُظهر عمليات قتل جماعي تستهدف المدنيين العزّل أثناء محاولتهم مغادرة المدينة”، مؤكدة أن مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي “توثّق أعمالًا وحشية يُنفّذها جنود من قوات الدعم السريع، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والأخلاق الإنسانية”.
كما أبدت النقابة قلقها البالغ حيال الأوضاع في مدينة بارا، التي أفادت تقارير بأنها “تعرّضت للاستباحة من قبل القوات ذاتها وارتُكبت فيها مجازر بحق المدنيين”، واصفة ما يجري بأنه “تصعيد خطير يهدد الأمن والسلم المجتمعي في البلاد”.
وحذّرت النقابة من أن آلاف المدنيين ما زالوا عالقين داخل الفاشر في ظل انقطاع كامل لوسائل الاتصال والإنترنت، ما يزيد من عزلتهم ويعرّض حياتهم للخطر. كما نبّهت إلى “سياسة الإظلام الإعلامي المتعمّد” التي تهدف – بحسب البيان – إلى “إخفاء الحقائق وتمكين مرتكبي الانتهاكات من الإفلات من العقاب”.
ودعت النقابة جميع الصحفيين والحقوقيين والعاملين في المجال الإنساني إلى توثيق ورصد كل الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في المناطق المتأثرة، محمّلة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن حماية المدنيين وضمان سلامتهم.
كما طالبت النقابة في بيانها بـ:
1. فتح ممرات آمنة تسمح للمدنيين بمغادرة الفاشر دون خطر.
2. تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية.
3. فتح تحقيق دولي عاجل من قبل لجنة حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية بشأن الانتهاكات في الفاشر وبارا.
4. دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والضغط لوقف هذه الانتهاكات فورًا.
وختمت النقابة بيانها بمناشدة “الضمائر الحية والمؤسسات المحلية والدولية” إلى التحرك العاجل لإنقاذ الأرواح البريئة، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر وبارا يمثل مأساة إنسانية كبرى تستوجب تدخلاً عاجلًا.




