نشرت عضو هيئة الدفاع عن لسعد اليعقوبي المحامية ليلى حداد على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك تدوينة نقلت من خلالها ما دار بينها وبين موكلها لسعد اليعقوبي، الأمين العام السابق للجامعة العامة للتعليم الثانوي، خلال زيارتها له في سجنه.
و تصف حداد لحظة اللقاء فتقول:”ما إن فتحت باب الزنزانة، حتى تبددت كل الأسئلة في ابتسامةٍ واحدة… ابتسامة المنتصر للحياة، لا المنهزم أمامها.”
تلك الابتسامة، كما نقلت، كانت كفيلة بإسكات وجع الأسئلة التي حملتها في طريقها إلى السجن.
لسعد اليعقوبي، الذي عرفته الساحة النقابية مناضلاً لا يلين، ظهر كما كان دوماً: ثابت النظرة، هادئ النبرة، مشعّاً بإيمانٍ لا يُطفئه قيدٌ ولا جدار.
قال اليعقوبي لمحاميته:”بلّغ سلامي لعائلتي، وخاصة لابنتي التي كانت أقوى من السجن نفسه… أخبرها أنني مطمئن، لأن الحق لا يموت ما دام فينا إيمان.”
ثم أضاف بصوتٍ الواثق من نفسه:”بلّغ إخوتي في النضال أن لسعد الذي غزاه الشيب وهو يدافع عن كرامة المربين، ما بدّل تبديلاً، وما خان العهد. لم أساوم يوماً على الحق، ولم أمدّ يدي إلى ما ليس لي… فكيف يُقال إني سرقت عرق من علّمتهم الشرف؟”
في الرسالة التي نشرتها حداد،ذكرت أن الملف القضائي “لا يتجاوز فيه المحجوز سبعة أطنان، بوثائق رسمية وفواتير موثقة، ومكان خزنٍ مرخص من الدولة”، لكنها تُشير إلى أن “الحقيقة لا تكفي حين تكون النية الانتقام لا العدل”.
فالنية، كما تقول، هي التي تكتب مصير الإنسان حين يصبح الصدق جريمة.
لكن اليعقوبي لم يُبدِ ضيقاً ولا استسلاماً، بل أرسل من وراء القضبان رسالة صافية مفادها أن السجن لا يقيد الجسد، بل يكشف معادن الرجال فهو، الذي أمضى عمره مدافعاً عن المدرسة العمومية وعن كرامة المعلم، يرى أن “براءته ليست على الورق، بل في ذاكرة كل مربٍ شريف، وفي وجدان كل تلميذٍ تعلم أن يقف لا أن ينحني” على حد تعبيرها.
في ختام الزيارة، قال اليعقوبي كلماتٍ تختصر فلسفة نضاله:”لا تقلقوا عليّ… نحن جيل لم نعش في الرخاء، وُلدنا من رحم المعاناة، وخُلقنا لنناضل حتى آخر رمق. فحريتي لا يسلبها أحد مادمت نظيف اليد، ومادام ضميري صاحياً.”
و في ختام تدوينتها أكدت ليلى حداد قائلة : “لسعد لا ينتظر الشفقة، بل الوفاء… وفاء من ساروا معه على الدرب نفسه، من حملوا همّ المدرسة العمومية، من عرفوا أن الكرامة لا تُباع ولا تُشترى.”




