أنترفيوحقوق

الصافي لتوميديا: “كان على السلطة اعتماد مقاربة ترتكز على الحوار والبحث في الأسباب الحقيقية والعميقة التي تعيشها قابس”

جامعة التعليم تندد بالتجاوزات الأمنية والاستعمال غير المبرر للآلة القمعية مع محتجين عزل و سلميين

شدد كاتب عام الجامعة العامة التعليم الثانوي، محمد الصافي، خلال مداخلة له مع توميديا، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، أن مناضلي و مناضلات القطاع التعليمي، هبوا لمساندة أهالي قابس بعد أن تعرضوا لحالات تسمم واختناق والتي تعود لعشرات السنين، ولكن الأمر زاد استفحالا اليوم بالنظر إلى تأزم الوضع البيئي أكثر، وفق تعبيره.

و أضاف الصافي، خلال مشاركته في الحراك الإجتماعي لأهالي قابس أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالجهة، المطالبين بتفكيك الوحدات الملوثة وبالحق في العيش وسط بيئة نظيفة، أن قابس اليوم شهدت وصول وفود من مختلف جهات الجمهورية دعما و مساندة لمطالبهم، معتبرا إياه رسالة مضمونة الوصول للسلطة التي تعاطت مع الوضع البيئي الكارثي بتراخي غير مبرر و بشكل غير مسؤول وفق تقديره،

و ركز محمد الصافي خلال مداخلته على وجوب حماية التلاميذ الذين يتعرضون لنوبات اختناق بين الفينة والأخرى، بسبب المواد السامة المنبعثة من المجمع الكيميائي، و أيضا لمواطني قابس الذين أرهقهم الوضع البيئي و الصحي. في مقابل هناك من يبسط المشهد في قابس ويعتبره غير جدير بالاهتمام وهو حالة ظرفية لا يستدعى وقفة حازمة تجاهه، في استهانة مباشرة بحياة المواطنين وآلامهم،

في الأثناء وجه الصافي انتقادات لاذعة لأحد الوزراء الذين لم يسميهم بأن هناك نية لتركيز مستشفى لمعالجة أمراض السرطان، معتبرا ذلك استخفافا بأرواح التونسيات و التونسيين وفق تعبيره، في إشارة إلى تصريحات وزير الصحة مصطفى الفرجاني أمس خلال حضوره جلسة عامة حوارية خصصت لمناقشة الوضع في قابس، وأعلن خلالها عن عزم الدولة بعث مركز لمعالجة الأمراض السرطانية سيدخل حيز التنفيذ بعد سنتين. و ستكلف شركة صينية بإنجازه.

وفي هذا السياق، أعرب كاتب عام الجامعة العامة التعليم الثانوي، محمد الصافي، عن دعم الجامعة لأهالي قابس و مطالبهم العادلة. مع التركيز على رمزية الوقفة التي نفذت أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس، بأنه دليل لدعم اتحاد الشغل لحقوق المواطنين في قابس بالعيش الكريم في بيئة نظيفة.

و بخصوص التعاطي الأمني مع الاحتجاجات السلمية، أشارمحمد الصافي إلى أن التونسيين اعتقدوا أنها طويت مع ثورة 14 جانفي 2011، ودخلنا في مرحلة جديدة و مقاربة جدية تقتضي أولا الحوار و الجلوس إلى طاولة المفاوضات و البحث في الأسباب الحقيقية والعميقة التي يعيشها المجتمع، سواء في علاقة بالظاهرة البيئية خاصة وأن أهالي قابس لا يصطنعون وضعية غير موجودة ولا يزايدون على وضعهم البيئي و الصحي،  فبدلا أن يكون التعامل مع مشكلتهم تعاملا عقلانيا في التعاطي مع هذه الظاهرة، لكن الواقع مختلف والتعامل كان أمنيا صرفا مما جعل الجامعة العامة للتعليم تندد بهذه التجاوزات و التصرفات و الاستعمال غير المبرر للآلة القمعية مع محتجين عزل و سلميين، وفق توصيفه

Authors

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى