أنترفيوحقوق

حسن لتوميديا: “المجمع الكيميائي أصبح آلة قتل بطيء لأهل قابس ومفرخ للأمراض الخبيثة والتنفسية”

الناشطة المدنية خولة حسن تؤكد أن الصورة الجميلة لقابس "واحة وبحر وجبل" اختفت واندثرت بعد تركيز "وحدات الموت السامة"

قالت الناشطة في المجتمع المدني وإحدى سكان حي شاطئ السلام المحاذي للمجمع الكيميائي بقابس، خولة حسن، لتوميديا، إن هناك أخطاء مغلوطة يروج لها عدد من وسائل الإعلام و صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الأحياء الملاصقة اليوم للمجمع الكيميائي أنشئت بعد إقامة المشروع الصناعي، لكن الحقيقة أن تلك الأحياء موجودة قبل إنشاء المشروع بسنوات كثيرة.

و أوضحت حسن، خلال مشاركتها في الوقفة التي نظمها نشطاء من المجتمع المدني أمام المركب الكيميائي بالعاصمة، للمطالبة بتفكيك الوحدات الملوثة بقابس وانقاذ السكان، أن أهالي قابس لم تكن على درجة عالية من الوعي بمخاطر تلك الوحدات و ما تفرزه من انبعاثات سامة و مخلفات مضرة للطبيعة و البشر، ولم يقع التفطن لتلك المخاطر إلا مع بداية التسعينيات.

وتضيف خولة حسن، أن التأثيرات البيئية السلبية، أخذت في الانتشار في تلك الفترة، لتشمل الواحة و الشواطئ و الأراضي الزراعية والهواء، مما أثر سلبا على صحة المواطنين، مؤكدة أن الأجيال السابقة التي عاصرت قابس قبل دخول مركب الموت وفق وصفها كانت المنطقة بمثابة جنة الله في أرضه، حيث كانت هناك المناظر الطبيعية والسياحية الخلابة في كل مكان، وكانت المحاصيل الزراعية على غرار الخضر والغلال منتشرة في طول الواحة وعرضها. لكن كل شيء ذهب أدراج الرياح مع تركيز المجمع الكميائي، و حل محل المناظر القديمة صور الموت والخراب في كل مكان وفق تعبيرها.

و بينت الناشطة في المجتمع المدني أن أهل قابس اليوم عاجزين عن التنفس حيث اختفى الهواء النظيف وحل محله الهواء المسموم و الملوث، ليس فقط بمادة “البخارة” التى أصبحت جزء من حاضرنا اليوم، لدرجة أننا تأقلمنا معها ولم نعد نشعر بتأثيراتها علينا، لأنها تمكنت من أجسادنا وأصبحنا نشعر بها حين يأتينا ضيف أو قريب من مكان بعيد ويستغرب الروائح الكريهة الموجودة في المكان، حيث انتشرت المواد و الغازات السامة، وأصبحت الوضعية البيئية والصحية في قابس اليوم لا تحتمل، بحسب وصفها.

وتشير خولة حسن أن كل منزل في قابس اليوم به أحد الأفراد مصاب بمرض السرطان، والدتها أحد المصابين و جيرانها أيضا، بل هناك عائلات بها أكثر من فرد مصاب بالمرض الخبيث، وتضيف في هذا السياق وجود أمراض لم تكن موجودة من قبل مثل حالات الإجهاض دون أسباب و حالات العقم المتفشية بين النساء والرجال، و زيادة الأمراض التنفسية على غرار الربو و الاختناقات و شلل الأطفال الذي انتشر بصفة غير طبيعية رغم اعلان القضاء عليه في العالم.

و انتقدت الناشطة في المجتمع المدني خولة حسن تعامل السلطة مع أزمة التلوث بولاية قابس رغم علمها المسبق بمجريات الوضع هناك، كما كشفت أن مقولة أن المجمع الكيميائي يساهم في نسب التشغيل لشباب قابس بأنه كذبة كبرى، لأنه لا يشغل لا كفاءات ولا إطارات بل بعض العملة الذين أصيب أغلبهم بالأمراض الخبيثة والتنفسية، ثم وقع طردهم عندما أصبحوا عبئا عليه. لذا فإن هذا المجمع هو مجرد آلة قتل بقابس و أهلها.

كاتب

طارق طرابلسي

صحفي متخرج من معهد الصحافة وعلوم الاخبار متخصص في الشؤون السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى