الأخباروطنية

الشابي لتوميديا : محاكمات عبثية و كارثة بيئية في قابس ومظلمة صحية في حق محمد بن سالم

الدولة تسعى لإقصاء المتهمين من الفضاء العمومي، بمنعهم من المثول أمام المحكمة والمواجهة المباشرة، واصفًا ما يحدث بـ"المسخرة القضائية" التي لا علاقة لها بمفهوم العدالة

أكد أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني لتوميديا رفضه التام لمحاكمة المتهمين فيما يُعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة” عن بُعد، معتبرًا أن هذه المحاكمة هي امتداد لما وصفه بـ”مظلمة كبرى” انطلقت في الطور الابتدائي، حين تم إصدار أحكام قاسية دون ضمانات المحاكمة العادلة، وبدون حضور فعلي للمتهمين للدفاع عن أنفسهم.
وقال: “أنا شخصيًا لم أحضر في الطور الابتدائي، ولن أحضر في الطور الاستئنافي، وليحكموا بما أرادوا، فالحاكم في النهاية هو الله”.
واعتبر أن الدولة تسعى لإقصاء المتهمين من الفضاء العمومي، بمنعهم من المثول أمام المحكمة والمواجهة المباشرة، واصفًا ما يحدث بـ”المسخرة القضائية” التي لا علاقة لها بمفهوم العدالة.
في ملف آخر، تطرّق الشابي إلى الوضع البيئي الخطير في مدينة قابس، التي وصفها بأنها “ضحية جريمة بيئية بدأت منذ نهاية الستينات، ولا تزال مستمرة إلى اليوم”.
واستعرض حجم الكارثة البيئية التي سبّبها مركب الصناعات الكيميائية، بدءًا من تلويث الهواء والماء، مرورًا بالقضاء على الواحة والثروة السمكية، وصولًا إلى تفشي أمراض خطيرة كمرض السرطان في صفوف السكان.
وأضاف:”رأيت بعيني واحة قابس كيف صفرت وانحنت، حتى النخيل مات واقفًا، وتحولت الجنانات إلى مساكن وسط التلوث، والناس تبني على الفوسفو جيبس.”
وأكد على ضرورة تنظيم استشارة شعبية في قابس، بمشاركة خبراء تونسيين ودوليين، لاتخاذ قرارات سياسية جريئة، من أبرزها نقل المصنع خارج المدينة، والبدء في معالجة التلوث، قائلاً: “حان الوقت لإيقاف التلوث نهائيًا، ووضع حد لهذا الإجرام البيئي الممنهج”.
وفي سياق متصل، عبّر الشابي عن قلقه البالغ تجاه الوضع الصحي للقيادي السياسي محمد بن سالم، الخاضع للإقامة الجبرية في قابس، رغم تدهور حالته الصحية.
وأوضح أن بن سالم يعاني من مشاكل خطيرة في العمود الفقري، ولا يستطيع المشي إلا على كرسي متحرك، وقد أكد الأطباء ضرورة خضوعه لعملية جراحية عاجلة بالتخدير النسبي، وهي عملية غير ممكنة طبيًا في مستشفيات قابس، مما يستوجب نقله إلى تونس العاصمة أو جربة.
غير أن السلطات القضائية، بحسب الشابي، رفضت تمكينه من هذا الحق الطبي والإنساني الأساسي، في خرق صريح لكل القوانين التي تُجيز للموقوف أو الخاضع للمراقبة الإدارية التنقل لأسباب صحية قاهرة.
وقال: “حتى السجين له الحق في العلاج، فما بالك بشخص تحت الإقامة الجبرية؟ محمد بن سالم حالته حرجة، والسلطة تمنع عنه حقه في العلاج.”
ودعا الشابي الرأي العام والحقوقيين وكل من “يؤمن بكرامة الإنسان”، إلى التحرك العاجل، مشيرًا إلى عقد ندوة صحفية يوم الاثنين المقبل لتسليط الضوء على هذه الحالة الإنسانية.
و شدد أحمد نجيب الشابي على أن ما يجري في تونس اليوم من محاكمات سياسية، كوارث بيئية، وانتهاكات صحية، لا يجب أن يُقابل بالصمت، بل يستوجب تحركًا موحدًا من الإعلام، والمجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، وكل القوى الحيّة في البلاد.
قائلا: “نحن أمام مظالم كبرى، ولا بد من التصدي لها حتى تستعيد تونس قيم الحرية، والعدالة، وكرامة الإنسان.”

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى