
أكد النائب بمجلس نواب الشعب عن ولاية صفاقس، شكري البحري لتوميديا، أن ما يحصل اليوم في قابس هو نتيجة تراكمات سياسية وفشل حكومي طويل الأمد في التعامل الجدي مع الملف البيئي.
وشدد البحري على أن المسيرة ليست مجرد وقفة احتجاجية عادية، بل هي صرخة جماعية من أبناء قابس ومن يساندهم، دفاعًا عن حق دستوري وإنساني: الحق في بيئة سليمة، مضيفًا: “المسيرة اليوم صارت يابس تلت سنة وخمسين سنة. اليوم، الناس الكل تخرج تحت شعار واحد: الحق في بيئة سليمة، وهذا حق دستوري وعلى الدولة أن تضمنه بكل الوسائل.”
وأشار إلى أن ما تعيشه الجهة ليس نتيجة ظرف طارئ، بل هو انعكاس لـ فشل السياسات العمومية المتعاقبة، وتجاهل متواصل للمعاناة البيئية التي تقضم من صحة الناس ومن حقهم في الحياة.
و نقل البحري مشاعر المواطنين الذين عبّروا عن وجعهم بالقول: “نحبوا نعيشوا، نحبوا نتنفسوا، ما نحبوش نموتوا…” مؤكدًا أن الأهالي لا يرفعون شعارات ضد أحد، بل يدافعون عن حق مشروع في حياة كريمة، في تناغم مع بيئة غير قاتلة.
كما أشار إلى أن المقاربة الأمنية أثبتت فشلها في التعامل مع الحركات البيئية والمجتمعية، داعيًا إلى حلول فعلية وملموسة: “الناس خرجت بش تقول ثمّة وجيعة، ثمّة دموع. ما فيها باس يخرجوا المسؤولين ويقدّموا حلول آنية، ثم حلول متوسطة وبعيدة المدى، لكن الأهم وجود إرادة حقيقية.”
وانتقد البحري غياب الانسجام بين مطالب الشارع وقرارات السلطة، معتبرًا أن: “الحلول اللي نادى بيها الشباب في واد، والرئيس في واد، والشعب في واد”. هذا التباين العميق يفتح الباب على مصراعيه لفقدان الثقة بين المواطن والدولة، وهو ما يتطلب وقفة حازمة وتغييرًا جذريًا في طريقة إدارة هذا الملف الحساس.
كما جدّد البحري دعمه الكامل لأهالي قابس، قائلاً: “كل الدعم لأهل قابس ودفاعهم السلمي عن حقهم في بيئة سليمة. ما طلبوش المستحيل، طلبوا يعيّشوا.”